الجمعة، 7 يناير 2011

كن كالماء

نعم كالماء ، واسع الصدر والأفق ، ألا ترى أنه لا يميّز حين يتساقط بين قصور وحدئق الأغنياء ، وأكواخ الفقراء لَيناًً كالماء ، يسكب في أوعيةٍ مختلفةِ الأشكال والأحجام والألوان ، فيغيّر شكله ، ولكن ! دون أن يبدّل تركيبه ، نقيّاً كالماء ، ألا ترى أن البحر طاهرٌ مطهرٌ لايكدّرهُ شيءٌ ، ولو رميتَ حجراً ، سيتكدر سطحه للحظاتٍ ، ثم يعود لما كان عليه ، حكيماً كالماء ، ألا ترى بأنه إذا اشتد الحر تبخّر ، وانطلق نحو السماء ، وحين يبرد الجو ويلطف ، يتكاثف و يعود للأرض على هيئة قطرات مطر ، صبوراًً كالماء ، ألا ترى كيف تندفع الأمواج نحو الصخور تارةً تلو الأخرى، يوماً بعد يومٍ، وأسبوعاً بعد أسبوعٍ، وقرناً بعد قرنٍ، حتى تترك آثارها في الصخر الأصم ، وَدوداًً كالماء ، ألا ترى كم هو لطيفٌ ذلك الندى ، ويجري بين نسيم الصباح بخفه ، ومتواضعٌ كالماء ، ينزل من أعالي السماء فوق السحاب ، ويختبيءُ في أعماق الأرض ، قال تعالى ( وجعلنا من الماء كل شيءٍ حيٍ ) " سورة الأنبياء آية 30 " ، إنه معلمٌ حكيمٌ ، فتأمّل في خلق الله ، لتأخذ من كل شيءٍ خَلَقَه الله ، درساً مفيداً .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق