السبت، 8 يناير 2011

كن مواجهاً

كن مواجهاً للمخاوف ، ولا داع للَخوف ، فبعض المخاوف قد تَبدو معقولةً ، مثل الخوف من أسماك القرش ، أو الخوف من أطباء الأسنان ، وبعض المخاوف تبدو غريبةً إلى حَدٍ ما ، فثلاً الخوف من المرآة ، والخوف من الشعر ،، بينما بعض المخاوف تبدو مستحيلةَ حقاً ، كالخوف من المشي مثلاً ، أو الخوف من فتح العيون ،، ولكن مهما كانت مخاوفك ، فيمكنك أن تتغلب عليها ، مهما كانت مُرْعِبَةً ، وذلك بالقليل من التصميم والشجاعة .
في الحقيقة ! من الطبيعي والصحي أن يشعر الإنسان ببعض الخوف أحياناً ، فمثلاً : إذا كان هناك أسدٌ جائعٌ يترصد بك على الطريق ، فيجب حينها أن تشعر ببعض العصبية والقلق على أية حـال ، وإذا كان ذلك الخطر غير عقلانياً ،  فقد يتملكك الرعب ، وتصاب بالرهاب ،، والرهاب نوع من اضطراب القلقِ الذي يمكن أن يبدأ بأي عمرٍ ، وهذه المخاوف اللاعقلانية تعتبر المرض النفسي الأكثر شيوعاً بين النساء من كل الأعمار ، والمرض الثاني الأكثر شيوعاً بين الرجال فوق عمر 25 عاماً ،، ولا يزال العلماء غير متأكدين حول كيفية تطوير المرضى للرهاب ، فقد يرتبط الخوف مثلاً بحادثٍ مؤلمٍ ، وكن في أغلب الأحيان ليس هناك مثل هذا السبب المباشر ، فمثلا " إذا كنت طفلاً تمشى في الشارع ، مُمْسِكاً بيد والدتك ، ثم تسمعان نباح كلبٍ ، ستشعر بـأن يد والدتك ستشد على يدك " ،، وأحياناً ليس من الضروري مواجهة
الخوف مباشرة للشعور بالخوف ، فعلى سبيل المثال " يمكن أن يطور الناس رهاب الطيران ، دون أن يسبق لهم ركوب الطائرة ، أو بعد مشاهدة فيديو عن تحطم طائرة على الأخبار " ، فعلى أية حالٍ ، بعض الأشخاص سيحاولون تجنب الحالات التي تسبب الخوف قدر الإمكان ،، فالأشخاص مثلاً المصابون برهاب من أسماك القرش ، يمكن أن يتفادوا الشواطئ وأحواض السمك ، ولكن الشخص الذي يعاني من رهاب الكلاب ، ولا يستطيع مغادرة منزله ، خوفاً من أن يقوم أحد الجيران بالتنزه مع كلبه ، فيه تطرف .

            إن نسيان مخاوفك ، تعتبر المعالجة الأكثر شيوعاً ، لمساعدة مرضى الرهاب على التخلص من مخاوفهم العلاج الإدراكي السلوكي ، وهدفه تغيير طريقة تفكير شخصٍ ما ، حول الحالات المخيفة ، ومساعدته على مواجهة هذه المخاوف ،، وأثناء جلسة المعالجة : سيحاول المعالج مساعدة الشخصِ الذي يعتقد أنه مصاب بالرهاب ، وسيحاول التخلص من الأفكار التي تزيد من توتره ، عن طريق إدراك أن المخاوف طبيعيةً ، وأن هناك مبرراتٌ لعدم خوفه ،، ولكن العلاج الإدراكي هو نصف معادلة المعالجة الناجحة ، فبعد فهم طريقة التفكير حول المخاوف ، يجب على المعالج تطبيق التقنيات على الحياة العملية ،،، لذا فإن جلسات العلاج الإدراكية تؤدي إلى علاجٍ سلوكيٍ ، حيث يجابه المريض الشيء الذي يجعله خائفا جداً ، وقد يبدأ ذلك بتصويرٍ خياليٍ ، أو نصٍ متدرجٍ من المخاوف ، يزداد أكثر وأكثر، حتى يصبح مكثفاً ، وهـنـا تبرز الحاجة لاستعمال دواءٍ لمعالجة الـقـلـق مثل " Valium " ، أو "Xanax " ، أو "  Klonopin " التي تـسـاعـد المريض على الجرأة فـي مواجهة مخاوفه ، ولكن يجب استعمال الأدوية فقط عند الضرورة القصوى ، فبعض الأشخاص قد يطورون اعتماداً كلياً على الدواء في مواجهة مخاوفهم .

واجه خوفك ، واترك نفسك تصاب بالانزعاج منها ، ثم اسحب نفسك من هذه المخاوف ، فمن الطبيعي أن تشعر بالخوف والتوتر في البداية ،، لذا قم بمراقبة بعض الصور للعناكب ، ثـم اقـرأ عنها ، وحاول البحث عن بعض بيوتها في النهاية ، ثم توجه إلى حديقة الحيوانات ، وشاهد العناكب من وراء الزجاج ، ثم أذهب إلى الغابة ، وحاول العثور على بعض بيوت العناكب ، فالمفتاح هنا هو الإصرار , وعندما تبدأ في مواجهة مخاوفك ، حاول أن تقوم بأخذ خطواتٍ صغيرةٍ ، لمواجهة مخاوفك ، والوصول لهدفك ، لحياةٍ لا تعيقها المخاوف والشكوك .  
وأخيراً ،،، أنت الوحيد القادر على مواجهة مخاوفك ، وقد تصاب بالدهشة عندما تدرك كم أنت جريءٌ وقويٌ ، ولكن يجب أن تحاول أولاً التخلص من الأفكار والمعتقدات ، التي تم إدخالها لعقلك في مرحلة ما من حياتك ، والتفكير بحريةٍ أكثر ،، ومن يدري قد تصبح العناكب من حيواناتك الأليفة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق