الجمعة، 21 يناير 2011

كن مستعداً

لكل امة من الأمم تحيةً اصطلحوا عليها ، يتداولونها فيما بينهم ، وقد مَن الله عز وجل على هذه الأمة بتحية الإسلام ، فجعلها شعاراً لهم ، يميزهم عن غيرهم ، فهي شعيرةٌ من شعائر الإسلام الظاهرة ، وقد جاء الحث عليها ، وعلى إفشائها وإعلانها بين الناس ، بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلها حقا من الحقوق التي على المسلم لأخيه المسلم ، لأنها من أسباب المحبة بين المسلمين ، قال تعالى ( تحية من عند الله مباركة طيبة ) " سورة النور آية 61 " ،، ثبت عن البخاري في الأدب المفرد ، عن عائشة رضي الله عنها قالت ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( ما حسدكم اليهود على شيء ما حسدوكم على السلام والتأمين ) ، وهذا يدل على أنه شُرِعَ لهذه الأمة دون غيرها .

معنى إفشاء السلام :
إشاعته ، وذلك بأن نقرأ السلام على من عرفتَ ومن لم تعرف .

أولى الناس بالله :
عن أبي إمامة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله علية وسلم ( إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام ) " رواه أبو داود بإسناد جيد ، ورواه الترمذي بنحوه ، وقال حديثٌ حسن " .
عاقبة إفشاء السلام ، دخول الجنة بسلام :
عن أبي يوسف عبد الله بن سلامٍ رضي الله عنه قال ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم  يقول ( يا أيها الناس أفشوا السلام , وأطعموا الطعام , وصلوا الأرحام , وصلوا بالليل والناس نِيَامٌ , تدخلوا الجنة بسلامٍ ) " رواة الترمذي ، وقال حديثٌ حسنٌ صحيحٌ " ،، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا , أولا أدلكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم ) " رواة مسلم " ،، وعن أبي عمارة البراء بن عازبٍ رضي الله عنهما قال : امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبعٍ : بعيادة المريض ، واتباع الجنائز , وتشميت العاطس , ونصر الضعيف , وعون المظلوم , وإفشاء السلام ، وإبـراء المقسم ) " متفق عليه " ،، وعن أنسٍ رضي الله عنه قال ، قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يا بني إذا دخلتَ على اهلك فسلم , يكن بركة عليك , وعلى أهل بيتك ) " رواة الترمذي ، وقال حسن صحيح " ،، وعن أنسٍ رضي الله عنه ، أنه مر على صبيانٍ فسلم عليهم , وقال ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله ) " متفق عليه " ،، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا لقيَ أحدكم أخاه فليسلم عليه ، فإن حالت بينهما شجرةٌ , أو جدارٌ ، أو حجرٌ , ثم لقيه فليسلم عليه ) " رواه أبو داود " .

فوائد السلام وثمراته :
للسلام فوائد عديدة نذكر منها على سبيل المثال لاالحصر مايلي :
·   أن السلام من حقوق المسلمين على بعضهم البعض .
·   فيه امتثالٌ لسنة النبي عليه الصلاة والسلام .
·   فيه إحياءُ سنة نبي الله آدم عليه السلام .
·   أن السلام من موجبات مغفرة الله للعبد .
·   أن السلام اسمٌ من أسماء الله الحسنى .
·   أن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام .
·   أن السلام من أسباب حصول السلامة .
·   أن السلام من أسباب مضاعفة الأجر .
·   أن السلام من أسباب حصول المحبة .
·   أن السلام من أسباب حصول البركة .
·   أن السلام من خصائص أمة الإسلام .
·   أن السلام من أسباب دخول الجنة .
·   أن السلام من علامات الإسلام .
·   أن السلام صدقةٌ على الناس .

فوائد السلام وثمراته :
·   رد تحية السلام بأحسن منها أو مثلها ، ولتكن متبسماً ، ووجهك بشوشٌ ,، وتذكر قول الرسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تحقرن من المعروف شيئاً ، ولو أن تلقى أخاك بوجهٍ طَلِقٍ ) " رواة مسلم " .
·   الراكب يسلم على الماشي , والماشي يسلم على القاعد ، والصغير يسلم على الكبير، والقليل يسلم على الكثير .
·   لاتقل أبداً  " وعليك السلام " ، فإنها تحية الموتى .
·   إذا لقيتَ أخاك المسلم فبادر بالسلام عليه .
·   أن تسلم على من عرفتَ ومن لم تعرفْ .
فضل المصافحة :
إن من الآداب الإسلامية التي وعد الله بالأجر العظيم ، والعطاء الجزيل ، سنة المصافحة ،، فالمصافحة يغفر الله بها الذنوب والخطايا ، لقوله عليه الصلاة والسلام ( إن المؤمن إذا لقي المؤمنَ فسلم عليه ، وأخذ بيده فصافحه ، تناثرت خطاياهما ، كما يتناثر ورق الشجر ) " سلسلة الأحاديث الصحيحة 526 " ،، وقوله عليه الصلاة والسلام ( مامن مسلمين يلتقيان فيتصافحان ، إلا غُفِرَ لهما قبل أن يفترقا ) " رواة الإمام أحمد وحسنه الألباني ، صحيح الجامع الصغير وزيادته 5777 " ،، فاحرص أخي المسلم على هذه السنة التي غفل عنها وعن فضلها كثيرٌ من المسلمين .
وأخيراً ،،، صافحْ أخاك ، ولتكن عند مصافحته مبتسماً ، طَلِقَ الوجه ،، واعلم أخي المبارك بأنه يحرم عليك مصافحة المرأة الأجنبية ، كابنة العم ، وابنة الخال ، وزوجة العم والخال ، وغيرهن من النساء الأجنبيات ، اللاتي لسن من محارمك ، لأن الـرسـول صلى الله
عليه وسلم قال ( إني لا أصافح النساء ) " رواه احمد " ، ومما ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت ( والله ما مست يَدُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة في المبايعة ، مابايعهن إلا بقوله : قد بايعتك على ذلك ) " رواه البخاري " .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق