الجمعة، 7 يناير 2011

كن محسناً

يقول الله عز وجـل ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) " سورة آل عمران آية 134 " ، ويقول الله تعالى ( إن رحـمــتَ الله قريبٌ من المحسنين ) " سورة الأعراف آية 56 " ، وقال سبحانه ( واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ) " سورة هود آية 115 " ، ويقول تعالى ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) " سورة النحل آية 128 " ، ويقول تعالى ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) " سورة يونس آية 26 " والزيادة هي رؤية الله جـل شأنه ، إذاً فالله مع المحسنين ، والمحسنون فى درجة المتقين ، فبشرى ثم
بشرى للمحسنين ، وأية بشرى أفضل من رؤية الله عز وجل عياناً ،، هذه قيمة المحسن عند الله فى كل شيءٍ ، وليس فى العبادة فقط .
            وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال ( أتى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال يا رسول الله‏ : متى أكون مُحْسِناً ‏؟‏ قال‏ :‏ إذا أثنى عليك جيرانك أنك محسنٌ فأنت محسنٌ ، قال ‏:‏ فمتى أكون مسيئاً ‏؟‏ قال ‏:‏ إذا أثنى عليك جيرانك أنك مسيءٌ فأنت مسيءٌ ) ،، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الله كتب الإحسان على كل شيءٍ ) ، أي أنك مطالب ومأمور بالإحسان ، في كل صغيرةٍ وكبيرةٍ ، ومطالبٌ بأن تكون محسناً ، فالله كتب الإحسان على كل شئ ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتل ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح ، وليحد أحدكم شفرته ، وليرح ذبيحته ،، هل رأيتم المثل الذى اختاره النبي " كأن تذبح دجاجة " ، قد تحسب أنك غير مطالب بالإحسان فيه ، في لحظة إنهاء حياة هذه الدجاجة ، أنت مطالب بالإحسان ، إذاً فأنت مطالبٌ بالاحسان في كل شيءٍ .
            لحظةٌ من فضلك !! انظر لجمال المنظر وتعدد الألوان ، انظر للإحسان فى الخلق .. إنه من صنع بديع السموات والأرض ، انظر لنفسك ، يقول الله تعالى ( لقد خلقنا الإنسان فى أحسن تقويمٍ ) " سورة التين آية 4 " أي خلقتُكَ على أكمل ما يكون ، ثم انظر للعينين ومكانيهما ، وإلى اللسان و مكانه ، وانظر لجسدك ، ثم انظر للحيوانات ، كيف أحسنت خلقها بمختلف أنواعها ،، قال تعالى ( الذى أحسن كل شيءٍ خلقهُ ) " سورة السجدة آية 7 " ، تعلموا مـن الله ، وتحلوا بهذا الخلق الجميل . يقول الله تبارك وتعالى ( وصوركم فأحسن صوركم وإليه المصير ) " سورة التغابن آية 3 " ، ويقول تعالى ( الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثانيَ تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ) " سورة الزمر آية 23 " ،، أحسن الله خلق الكون ، وأحسن إليك ، وأحسن فى كتابه المنزّل عليك ، فأنزل فيه أحسن الحديث .

نماذج الإحسان فى حياتنا :

·   الإحسان فى العبادة : إن آداءك للصلاة عبادة ، لكن إحسانك آدائها خلق ( أن تؤدى الصلاة على أفضل ما يكون ) أرأيت علاقة الأخلاق بالعبادات ، كيف تحسن في العبادة ؟ ففي الحديث الصحيح ( جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا محمد أخبرني عن الإسلام ، فقال : أن تشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً ، قـال :

صدقت ، قال : فأخبرني عن الإيمان ، قال : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره ، قال : صدقت ، قال : فأخبرني عن الإحسان : قال : أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) ،، هل تستطيع أن تحسن بهذا الشكل ، وذلك بأن تصليَ ركعتين لله ، وكأنه ينظر إليك وتنظر إليه ؟ ولنعلم أنه عز و جل مطلعٌ علينا في كل لحظةٍ من لحظات حياتنا ، بل في كل حركاتنا و سكناتنا ، ونحن نضحك ،، الله مطلعٌ علينا الآن ، بل ونحن نتحدث مع أصدقائنا ، الله مطلع علينا ونحن ندخل حجرتنا لننام ، وسيأخذ روحنا في أي لحظةٍ ، فهل تستطيع أن تقضي يوماً من عمرك محسناً في كل شيء ؟


·   الإحسان بالوالدين : يقول عز و جل ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكِبَرَ أحدهما أو كِلاهما فلا تقل لهما أُفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً ) " سورة الإسراء آية 23 " ، وفي الحديث ( جاء رجل للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال يارسول الله : أبايعك على الهجرة والجهاد ، فقال له النبي صلى الله الله عليه وسلم : هل من والديك احدٌ حَيٌ ؟ قال نعم : بل كلاهما ، قال : أتبتغي الآجر ؟ قال : نعم يا رسول الله ، قال : : فارجع لوالديك فأحسن صحبتها ) ، فهل تستطيع ياأخي المسلم أن تحسن لوالديك بنية الفوزبالآجر ؟ خُلُقُ الإحسان ليس محدوداً ، وليس له نهاية ، فطبق الإحسان في كل ما تفعل ، أنت لست مطالباً بشيءٍ بعينه . إذن كيف ستكون نظرة عينك لوالديك ؟ بل كيف ستكون نبرة صوتك معهما ؟ وكيف ستكون ملامح وجهك وأنت تقول لأمك: هل أنت بحاجة لشيءٍ ما ؟ نعم هذا هو الإحسان بعينه ، وآخر المطاف قبل أيديهما ليل نهار ، لتفوز بالأجر المخزن والمعد لك في الدنيا برضاهما عليك ، وفي الآخرة بجنان ربك العليا ، نعم افق بهما ، واخدمهما ، فلن تؤدي حقهما كاملاً مهما عملت لهما ، فلهما فضلٌ كبيرٌ عليك .

·   الإحسان للبنات : إن الإحسان للبنات يكون بطريقة معاملتك معهن ، وذلك بالنصيحة لهن تارةً ، وبإعانتهن على طاعة الله تارةً أخرى ، انظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وإحسانه لابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنها ، كانت لا تدخل عليه إلا و قام لها ، وقبلها من رأسها ، انظر كيف أن الأب هنا هو الذى يفعل ذلك ، ترى كم من أبٍ يفعل ذلك مع ابنته ؟ عندما تزوجت ابنته الخليفة علي رضي الله عنه ، سَكَنَا بعيداً عـن بيت النبي
صلى الله عليه وسلم ، وعن المسجد النبوي الشريف ، فذهب النبي لرجل يسكن بجوار المسجد النبوي ، وقال له : إني لاأطيق فـراق فاطمة ، هل أشتري منك البيت ليأتي عليٌ وفاطمة ، ويسكنا بجواري ؟ فقال له الرجل : يا رسول الله أنا وبيتي فى سبيل الله . لذلك كل من يدخل الروضة ، سيجد مكان بيت فاطمة ملاصقا لبيت النبي صلى الله عليه وسلم، والآن ونحن نعيش القرن العشرين كيف ستحسن لابنتك ؟ أنصحك بأن تصادقها ، حتى لاتخفي عنك شيئاً ، فالكثيرات منهن يُخدعنَ اليوم باسم الحب ، ثم اسمع منها ، واصبر عليها ، وأنا أرى أن هذا هو أفضل سُبُلِ الإحسان في هذا الزمن الصعب الذي نعيشه .

·   الإحسان فى التحية : قال الله تعالي ( وإذا حييتم بتحيةٍ فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شيءٍ حسيباً ) " سورة النساء آية 86 " ، حتى عند التحية أنت مطالبٌ بالإحسان ، فإذا مد يده فمدها أنت أيضاً ، وإذا ابتسم لك ، فرد له ابتسامةً أوسع .


·   الإحسان فى الجدال : قال الله تعالى ( ادعُ إلى سبيل ربكَ بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربكَ هو أعـلـم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ) " سورة النحل آية 125 " ، فإن أبدى صديقك رأياً يخالفك ، فبماذا سترد عليه ؟ وكيف ستكون محسناً هنا ؟ أقول لك بأنك تستطيع أن تجيبه قائلا : كلامك جميلٌ ، ولكن عندى رأيٌ أخر ، أريد أن أقوله لك ، واسرد رأيك بكل صراحةٍ وعدم تجريحٍ له ،، ثم انظر أخي للنبي صلى الله عليه وسلم ، كيف يجادل بالتي هى أحسن ( جاءه عتبة بن ربيعة فقال : ياابن أخي : إنى عارضٌ عليك أموراً ، فقال له النبي : قل يا أبا الوليد ، فإني أسمع ، فعرض عليه أشياء سخيفةً جداً، عرض عليه أموالاً، وأن يتزوج من أجمل فتيات قريش ، وأن تكون له العزة والمكانة ، وأن يعالجوه إذا مرض ، كل ذلك في سبيل أن يترك مايدعو إليه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : أفرغتَ يا أبا الوليد ، قال : نعم ، قال : فاسمع مني ) ،، أرأيتَ ياأخي المسلم ، كيف يكون الجدال بالحسنى ، بعيداً عن العصبية ، يؤخذ على المتدينين أنه إذا جاء أحدٌ وتحدث عن الدين والمتدينين بطريقةٍ ما ، يثور ويتعصب ، ولا يجادل بهدوءٍ ، ليتنا تعلمنا عن النبي صلى الله عليه وسلم كل طريقة وأسلوبٍ لمخاطبة من يجادلنا ، ليت قنواتنا الفضائية تتعلم كيف يكون الجدال بالحسنى ، وأدب الحديث .

·   الإحسان فى الكلام : اختر أرق الكلام إذا تحدثت ، فالرقة فى نبرة الصوت ، والكلمة الحلوة ، لن يكلفاك شيئاً ، وانظر للنبي صلى الله عليه وسلم في اختياره للكلمات الحلوة ، { فقد كان أحد البدو يدعى " زاهر " وقد كان ذميماً ، وكان غليظا ، لأنه من البادية ، فكان الصحابة لا يحبون التعامل معه كثيرا ، وينفرون منه ، إلا النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد كان يعامله برقةٍ شديدةٍ ، وكان يتودد إليه ، فبينما كان النبي  يمر في السوق إذا " زاهر " يقف وسط السوق ، وكل الصحابة بعيدون عنه ، لا أحد يقف معه ، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم من ظهره واحتضنه ، فقال زاهر و هو ذو الشخصية الغليظة : من هذا ؟ أرسلني ، يقول الراوي : ففتح النبي ذراعيه، فاستدار فوجد النبي صلى الله عليه وسلم فاتحا ذراعيه ، فيقول زاهر ": فما فرحت بشيءٍ كملاصقتي لجسد النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم أخذ النبي بيدى ووقف فى السوق يقول : من يشترى هذا العبد ؟ من يشترى هذا العبد ؟ فيقول زاهر : إذن تجدنى كاسدا يا رسول الله ، فيقول النبي : لكنك عند الله غالٍ } ، هل رأيتم أرق من رقة كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن كنتَ كاسدا أيها المسلم فى عالم الناس ، فمقامك عند الله عظيمٌ ،، إذاً فما أحسن الكلام ؟ أحسن الكلام الدعوة إلى الله ، يقول الله تبارك وتعالى ( ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً ) " سورة فصلت آية 33 " ، فإذا أردت أن تكون مُحسناً في كلامك ، فاجعل كلامك عن الدين والإسلام .


·   الإحسان فى الزواج : يقول الله تعالى ( وعـاشـروهـن بالمعروف ) " سورة النساء آية 19 " ، ويقول العلماء فى تفسيرهم لهذه الآية " إنه ليس معناها أن تعاملهم بالمعروف عندما يحسن إليكم ، ولكن معناها أن عندما تسيئ إليك تحسن أنت إليها . تحسن فى اختيارك للزوجة، تبحث عن أصل أهلها، عن والدتها، عن دينها، عن أخلاقها، هل تحرص على الصلاة أم لا ؟ ابحث عن الصدق فيها و ليس جمالها فحسب " .

خلق الإحسان خلق يمكن أن يشمل الدين كله ، يقول عنه ابن القيم رحمه الله " هو لُب الإيمان ، وروح الإيمان ، وكمال الإيمان ، هذا الخلق خلق الإحسان " ،، ولو جمعنا فضائل الأعمال كلها ، من صلاةٍ وصيامٍ وذِكرٍ وقرآنٍ ، لدخلت تحت الإحسان ،، ومن الإحسان أيضاً فى قوله تعالى ( وعاشروهن بالمعروف ) وهو الإحسان فى المسكن ، فمثلاً ، كل زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم كـنّ يسكنّّ بالمسجد النبوي ـ منطقة صحراوية ـ فلما تـزوج
" ماريا المصرية " أسكنها النبي فى مكانٍ يسمى " العوالي " ـ مكانٌ كله خضرةٌ وزرعٌ ـ حتى يتناسب مع طبيعة البيئة المصرية التي كانت تعيش بها زوجته ، أترى إحسان النبي في اختياره مسكن الزوجية ، وهو المنشغل بإصلاح الأمة ،، ولكن ليس معنى ذلك أنه لابد من إسكانها فى شقةٍ باهظة التكاليف ، ونقول أن هذا من الإحسان ، لا ، بل توفر لها مستوىً قريباً من الذي كانت تعيشه .

·   الإحسان حتى عند الطلاق : يقول لله تعالى ( الـذي يستمعون القول فيتبعون أحسنه ) " سورة الزمر آية 18 " ، لقد بلغ الإحسان لحاسة السمع ، فحذاري أن تسمع أذنيك كلاماً هابطاً ، أو كلاماً بذيئاً ، أو كلاماً ليس له قيمةٌ ،، بل الاحسان عند مراجعة الدروس هو : أن تحس وتتقن الدراسة ، وستكون دائما أمام الناس ناجح ، ولكن أمام الله غير محسنٍ ، وأنت فى هذا الخلق تتعامل مع الله وليس مع الناس .


·   إحسان ربة البيت فى منزلها : ويكون ذلك فى ترتيب وتنظيف البيت ، وفي طهي الطعام ، وفي تربية الأولاد ،، تخيلي أنكِ كلما أتقنتِ عملكِ في البيت أكثر ، كلما كتبتِ عند الله محسنةً بدرجة أكبر . لـذا فإن كنا نـريـد أن نبنى مصانعاً وسـدوداً ، و ننجز مشاريعاً ، فبدايتنا ستكون بالإحسان .

·   الإحسان مع الحيوان : لنتعلم الرفق بالحيوان من النبي صلى الله عليه وسلم ، جاء في الحديث الذى رواه الإمام مسلم فى مسنده ( أنه بينما رجل قد أضجع شاته ـ أي أنامها لكي يذبحها ـ ثم أخذ شفرته يحدها ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : أتريد أن تميتها مرتين ؟ فقال : وكيف ذلك ؟ قال : هل حددتَ شفرتك ، ثم أضجعتها ؟ ) أليس عظيما هذا الدين الذي طبّق في كل أمور حياتنا وعلمنا الإحسان فى كل شيءٍ .

·   الإحسان فى مهنتك : ليتنا نجد منتجاً صنع فى دولةٍ عربيةٍ ، ونعلم أن من أنتجه إنسانٌ مسلمٌ ، لنعلم حينها بأن هناك مكانٌ للإحسان في صناعاتنا فنقتنية ، ولكن مايحدث وللأسف هو : أنك عندما تعلم بأن هذه السيارة مثلا صُنِعَتْ في دولةٍ عربيةٍ ، يعتريك فوراً شكٌ حيالها ، و تقفز إلى ذهنك عبارة " إياك أن تشتريها ، بل اشتر التي ركّبتها في إيطاليا ، فذلك أضمن " ،  لماذا ؟ لأنهم يتقنون ، ويحسنون ، أما نحن فلسنا بمحسنين ،،
أرأيت كيف يمكن أن يكون المسلم نموذجاً سيئاً للمسلمين ، و قد بلغ الأمر بالأجنبي الذي اعتنق الإسلام أن قال : الحمد لله أني قد أسلمت قبل أن أرى المسلمين ، لأن أخلاقنا وطبائعنا ليس لها علاقة بالإسلام ،، انظر لنبي الله يوسف عليه السلام ، كيف كان محسناً في إدارة شؤون الدولة بمصر ، حيث وضع سياسةً للتخزين ، ووضع سياسةً للاستهلاك  ، حيث قال الله تعالى على لسان نبيه ( قال تزرعون سبعَ سنين دَأَباً فما حَصدتمْ فذروه في سنبله إلا قليلاً مما تأكلون * ثم يأتي من بعد ذلك سبعٌ شِدادٌ يأكلنَ ماقدمتم لهن إلا قليلاً مما تحصنون ) " سورة يوسف آية 47 – 48 " ،، أرأيتَ هذا الإحسان ، وعلاقته بالتخطيط والإدارة ، هل تفخر و تعتز بدينك أم لا ؟ أتستشعر كم هو عظيمٌ ويتسم بالشمولية ؟ .

الإحسان فى الحرب : يقول النبي صلى الله عليه وسلم للجيش فى غزوة مؤتة عند خروجهم ( انطلقوا باسم الله ، على ملة رسول الله ، لا تقتلوا شيخاً فيناً ، ولا تقتلوا امرآةً ، ولا تقتلوا صغيراً ، ولا تقتلوا رضيعاً ، ولاتهدموا بناءاً ، ولاتحرقوا شجراً ، ولا تقطعوا نخلاً ، وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ) ، إنه جيشٌ محسنٌ ،، هل سمعت بحياتك هذا التعبير ؟ إحسانٌ في الحرب وأنت تقتل الكافر ، يقول الله عز وجل ( فإذا لقيتم الذين كفروا فضربَ الرقاب ) " سورة محمد آية 4 " ، حـدد الله مكان الضرب عند القتل ـ عند الرقبة ـ والضرب أي مباشرةٌ دون تعذيبٍ ،  وقد حدد الله من قبل مكان الضربة القاتلة للملائكة في غزوة بدر في قوله تعالى ( فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنانٍ ) " سورة الأنفال آية 12 " ، لأن ذلك أسهل نقطةٍ للقتل مباشرةً دون تعذيبٍ ، حتى مع الكفار ،، نعم أترون عظمة هذا الدين الذي يحسن حتى على الكافر وهو يموت .

هناك 3 تعليقات: