السبت، 8 يناير 2011

كن رحيماً

كن رحيماً ، تكن عظيماً ، فما أروع الإنسان حينما يتفق عقله مع قلبه , فالرحمة المنزله من السماء إلى الأرض ، هي سر البقاء لكل الكائنات ، فيولد طفلٌ , وتحنو أمٌ , ويصفح رَجُلٌ ، وتنمو زرعه ، وترفع فرسه حفرها عن وليدها ، حتى لا تؤذيه ، وهي لاتدري أن الرحمة هي التي أبعدت حفرها ،،، إن الرحمة ترفع الإنسان لمنزلة العظماء ، لأنه يجلس في الكرسي الأعلى ، بينما قلبه يجري بين الناس ، وعقله مشغولٌ بأحوال الناس ، وإذا قدر صَفَحَ ، وإذا لم يقدر دعا الله لهم أن تتنزل عليهم رحمته ،، والرحيم يرق قلبه للعدو قبل الصديق ، وللبعيد قبل القريب ، وللمخطئ قبل المصيب ، وهذا هو أصل الرحمة ، فالرحمة تكون لمن تقسو القلوب عليهم ، وتشتد العقول في أحكامها إدانةً لهم ، والرحمة في العقول تشد لتلمس الأسباب والأعذار ، فإذا يالإنسان يحل عليه الحب محل الكراهية ، والصفاء محل الحنق ، والسلام محل العنف ، فيصير متسامحاً ، وهـنـا يكون قـد بلغ أقصى مراتب التمتع بالقوة ، فأقوى الأقوياء هو التسامح ، ولا يقوى عليه إلا كل قويٍ عزيزٍ ،، فإذا كان التسامح من نبع الرحمة ، والرحمة من نبع الإيمان ، والإيمان من نبع هدى الله ، والله يهدي من يشاء لما يحب ، فهذا معناه بأن الرحيم هو من المختارين بمشيئة الله للهدى ،، وهذا هو الجانب الإيماني في التسامح ،، وأخيرا " اصفح الصفح الجميل تكن أقوى الأقوياء " .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق