الخميس، 27 يناير 2011

كن مسالماً

كن مُسَالِماً ، لا مُسْتَسْلِماً : لا شك أنه مامن معارض الأن ، بخطورة الأمراض النفسية ، التي انتشرت حديثا بين البشر ، حتى أطلق على عصرنا الحالي " عصر القلق " ، وما من مشككٍ في أهمية علم النفس ، الذي يعالج هذه الزاوية من حياة البشر

سأتحدث اليوم بإيجازٍ عن مرضٍ شائعٍ بين البشر ، هو ليس مرضٌ بالمعني الحقيقي للكلمة ، بل ربما من يجعله مرضاً ، هو عقلك ، لأنك تتأخر في التخلص منه ، وكلما كبرت يكبر معك ، وتتعقد الأمور ،، هذا المرض هو " ضعف الشخصية " والانقياد الأعمي ، فكلنا نحب أن نكون أقوياء الشخصية ، لنا شخصياتنا المستقلة عن أي إنسانٍ اخر ، ولكن الأمور لا تأتي  بهذه السهولة ، ولقوة أو ضعف الشخصية عاملين رئيسيين ، يتحكمان بها ،  وهما : الوراثة والبيئة ، مع ترجيح كفة العامل الثاني بكثير ،، حيث أن البيئة بنظري ، والأسرة بالتحديد هي التي تكون لنا شخصياتنا في الطفولة منذ الولادة وحتي سن السابعة ، وبعد ذلك يصبح من الصعب تغيير شخصية الإنسان ، ولكنه وليس من المستحيل ، وينشئ ضعف الشخصية عن أسباب عدةٍ ، أهمها : الخوف من الرفض ، والخوف من انتقاد الآخرين لنا ،، فالإنسان بطبعه يخشى الفشل والنقد والإزدراء ، والإهمال العاطفي ، وهذه كلها تنجم عما يسمي بالأفكار السلبية لدى هذا الشخص ، والفكر السلبي من أشد الآفات خطورة على صحة الإنسان النفسية ، وهو أن تفسر كل موقف أو مشكلة على أنها نقصٌ فيك وليس عيبٌ في الآخر ،، ومن الأمثلة على ذلك : ( إنني أعرف أنني سأفشل في ذلك الإمتحان ـ  يبدو منظري مخيفاً ـ  كل شخصٍ في هذه الدورة سيتعلم أكثر مني ) وغير ذلك

وفي الحقيقة ، فالتفكير السلبي هو بمثابة تفكير وقائي ، يطوره الشخص حتى يتجنب التوبيخ والانتقاد ،، فالطالب الذي يخشى الفشل في الامتحان سيفكر في طرق وقائية حول الإمتحان ، لأنه يمثل تهديداً ضخماً لتقديره لذاته ، والفشل يمكن أن يعني له الرفض من الذات والوالدين ، وبتوقعه للفشل فإن الطالب يحاول أن يخفف توقعات القريبين بشأن ذلك الإمتحان ، وأن يستعد هو للنتيجة النهائية للفشل ، وعندما يُظهِرُ الطالب ذلك التفكير الوقائي ، فإنه سيحاول تعديل توقعات أولئك الذين يمارسون الضغط عليه من أجل أداء عالٍ، إذا ماالحل ؟ الحل يكمن من وجهة نظري ، في عقلك ، وطريقة تفكيرك ، ونظرتك للأمور ،، انظر للأمـور
من ناحيةٍ إيجابيةٍ ، وستسير الأمور بهذا الاتجاه ، ثم إن كل البشر معرضين للخطأ والصواب ، أم انني انا الذي أخطىءُ فقط ؟؟ أنت عندما تفكر بمثل هذا التفكير الإيجابي فلن تخشي شيئاً ، وستصبح أفكارك بهذه الإيجابية التالية ( إنني أعرف أنني سأفشل في ذلك الامتحان إذا لم أدرس وأجتهد جيداً ـ كل شخص في هذه الدورة سيتعلم أكثر مني إن أهملت دروسي ) ، بهذه النظرة الإيجابية فقط يمكن أن تنجح ، لا تخشي من انتقاد الأخرين ،، هؤلاء اللذين ينتقدونك ربما يخطئون أكثر ، أليس كذلك ؟ أم أنهم معصومون من الخطأ والزلل ؟ كلنا نتعرض للنقد ، ونتعرض للتجريح ، بل اعلم بأنه كلما تعرضتَ للنقد بشكل أكبر ، كلما كنتَ مؤثراً بمن حولك أكثر ،، توجد عبارة جميلة قرأتها في أحد الكتب وهي  " الناس لا ترفس كلباً ميتاً " ، أي أنك كلما تعرضتَ للانتقاد ، وتعرضتَ للهجوم أكثر ، فأنتَ إنسان ايجابي ، وتؤثر بمن حولك ، ولست سلبياً ،، إذا أردتَ التغيير ، وعزمتَ عليه ، فاعلم بأن طريقك ليس مفروشاً بالورود ، بل بعكس ماتتصور ،، فالبشر بفطرتهم يميلون لمقاومة أي تغيير مع أول كلمة " لا " تنطقها ، سينتقدك الآخرين ، ويتهمونك بكل اتهامٍ .. سيحاولون إبعادك عما عزمت عليه ، هذا هو الامتحان ،، فإذا كنتَ صاحبَ إرادةٍ قويةٍ فلن تتراجع ،، فأول الأمر سيكون صعباً عليك ، فلينتقدني الآخرون ، هذه حياتي ، وليست حياتهم ،،، وسأفعل ما أراه الصواب ، فكل إنسان بداخله قوة خفية تجعله صاحب إرادة وقادر على تحقيق المعجزات ،، والأمثلة في التاريخ كثيرة ،،، كثيراً ما قرأت أنه لاحدود لطاقة الإنسان ، ولكني أخيـراً آمنتُ بهذه العبارة " بالفعل لا يوجد حدود لطاقة البشر "  بالإرادة الصادقة يمكن أن تنفذ ما تريد ، وأن تفعل مايمكن أن تتخيله ، ولكني آمنت أيضاً أنه لا نجاح بدون عمل ولا إنجازٍ بدون جُهْدٍ ، وعلى قدر جهدك يأتي النجاح ،، فلا ترضى لنفسك أن تكون ذيل الركب ، وكن من الأوائل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق