الخميس، 27 يناير 2011

كن واثقاً

ماهي الثقة بالنفس ؟
إن أساس الثقة بالنفس هو الاحترام ، وكلما كان احترامك لذاتك اكبر ، كلما كانت ثقتك بنفسك اكثر ، وإنه لمن السهل أن تستدرجك مشاعرك ، لتشعر بالقلق ، وعدم أهمية نفسك ، وبهذا تقلل أو تفقد احترامك لذاتك .

مانتائج عدم الثقة بالنفس ؟
 هناك أمورٌ تؤدي إلى عدم الثقة بالنفس ، لذا سنستعرض بعضها على سبيل المثال لاالحصر :

1-     الإحباط : يشعر الكثيرون بالإحباط في مرحلةٍ من مراحل حياتهم لأسباب مختلفةٍ ، وعندما يحدث ذلك فالثقة بالنفس تتأثر بطريقةٍ سريعةٍ ،، ومثال ذلك : أن يقول لك صديقٌ عزيزٌ عليك سأزورك في عصر اليوم ، وتتفاجأ بأنه لم يأتِ ولم يتصل بكَ ، ليعتذر منك، وأنتَ تنتظر زيارته  بفارغ الصبر ، حينها قد تبدأ بالإحساس بالضيق ، وتفكر في نفسك قائلاً  " إنهم لم يعودوا يحبونني " ، أو " أنهم لايرغبون برؤيتي " ،، لذا فهناك علاقةٌ وطيدةٌ بين الإحباط ، وانعدام الثقة بالنفس .
2-     عدم  الإحساس بالأمان : ينتج عدم الإحساس بالأمان من أمور عديدة ، أهمها القلق مما ستحمله الأيام القادمة ، وعدم الاطلاع ، أو معرفة الإنسان بالأمور التي تهمه ،، فمثلاً :عندما لا تشعر بالارتياح مما يجري حولك ، ولا تعلم ماالذي تستطيع فعله ، كي تغير ذلك الوضع ، فإن هذا القلق يؤثر عليك أحيانا ،، وهذا الشعور غير مريحٍ ، وقد يكون مزعجاً أحيانا ، ولكن إذا عِشتَ في قلق من الأوضاع المحيطة بك فترةً طويلةً، قد ينتقل هذا الشعور إلى كيفية نظرتك لنفسك أيضاً ، لأنك صرت محاطاً به ، لدرجةٍ يصعب عليك النظر للموضوع بطريقة موضوعية ،، تذكر دائما بأن الله سبحانه وتعالى موجودٌ معك ، وهو يقول في كتابه العزيز " وهو معكم أينما كنتم " ، فاطلب منه العون والقوة وسيعطيك اياها حتما .

3-     الاعتداء : وهو إما عاطفي أو جسدي ، فالعاطفي كالتلاعب بمشاعرك ، وجسدي ,
وهو الأذى والاعتداء عليك جسمانياً ، عندما يعتدي عليك أحدٌ ما ، فإنه ينقص من
احترامك لنفسك .

4-     الفشل : وهو عدم الوصول لما نصبوا إليه ، وقد يشعرنا بعدم القدرة في الحصول على ما نريده ، وبالتالي قد يولد هذا الشعور ، شعوراً بالتفاهة ، وعدم الجدوى .

5-     الانتقاد : وهو غالباً ما نسيئ فهمه ،، فإذا تعرضنا للانتقاد بعد الانتهاء من تأدية عملٍ ما ، ففي أغلب الأحيان يهدف الانتقاد الذي نحصل عليه إلى أن يوضح لنا كيف يمكن أن نؤدي الغرض بطريقٍ أفضل ، و المنتقد يريد أن نكون بمستوىً أعلى مما نحن عليه الآن ، ولكن إذا أسأنا فهم الانتقاد ، أو أننا شعرنا أن الانتقاد موجهٌ لشخصيتنا ، وليس لفعلنا ، فسيكون هذا سببٌ آخر نخبر به أنفسنا بأننا قد فشلنا ،، هناك بعض الأمور التي تؤثر بنا سلبياً ، وقد لا ننتبه بأن لها هذا التأثير إلا عندما يكون الضرر قد وقع علينا ،، تذكر دائما بأن لك طاقاتٌ وقدراتٌ تكون فيها أفضل من الأخرين في جوانب ، والأخرون أفضل منك في جوانب أخرى ،، ماذا يمكنني أن أفعل حيال ذلك ؟ لمساعدتك على تعزيز ثقتك بنفسك , هناك بعض النقاط التي تساعدك ، وتحدث فرقاً كبيراً في حياتك ، فعلى سبيل المثال لاالحصر :

·   لاتجعل الأمور أسوأ مما هي عليه : اذا حصل وتصرفت بطريقة أحسست بالندم بعدها أو شعرت أنها لم تكن الطريقة المثلى في التعامل مع الموقف ،، ولا تفكر كثيرا في لوم نفسك بما حصل ،، فكر بطريقة صحيحة ،، فكر في الموضوع ، لترى إن كان من الممكن أن تتصرف بطريقة أفضل ، وماهو التصرف الأفضل ؟ تعرف على أخطائك ، واعترف بها ، ثم فكر في كيفية إصلاح الموقف بعقلانيةٍ وحكمةٍ وحِنكَةٍ ،، وأهم من هذا ، أن تعرف بأن كل إنسان يخطىءُ ، والاستفادة من الخطأ ، ومحاولة تفاديه في المرات القادمة ،، خذ هذه الدروس من الموقف الذي أزعجك ، لاتدخل في دوامة لوم نفسك كثيرا ، لأن ذلك يجعل الآمور أسوأ ، ويؤثر سلبياً على ثقتك بنفسك .

·   لاتسمح للآخرين بأن يزيدوا الأمور سوءاً ،، فنحن جميعاً نتعرض للانتقادات في مراحل مختلفةٍ من حياتنا . وينتقدنا البعض بطريقةٍ لَبِقَةٍ لطيفةٍ ، و البعض الاخر بطريقةٍ قـد تكون جـارحـةً أو مزعجةً . ليس كل من ينتقدنا لايحبنا ، أو يريد إحباطنا ، فكثير من الانتقادات تهدف إلى تطويرنا وتحسين أوضاعنا ، لذا عليك أن تعرف بأن لك عقلاً وإحساساً يجب أن تستخدمهم في التعرف على ماهو صحيحٌ ومفيدٌ من الانتقادات التي توجه إليك ، وماهو مضرٌ وغير صحيحٍ ، ولكن " أنت أهملتَ دروسك " انتقادٌ صريحٌ صحيح ،، إذْفي الانتقاد الأول شخصيتك هي التي تنتقد ، أما في الانتقاد الثاني فعقلك الذي ينتقد ، فإذا كان فعلك الذي تعرض للانتقاد ، فحاول أن تفكر بموضوعيةٍ وهدوءٍ في مدى صحة هذا الانتقاد ،، حاول أن ترجع بتفكيرك للمواقف التي قد تسببتَ في توجيه هذا الانتقاد لك ،، فإذا رأيتَ سبباً ، فحاول جاهداً أن تصلح الأمور ، وتتطور في هذا الجانب ، وإذا لم تجدْ سبباً ، فتناقش مع من وجه إليك هذا الانتقاد ، بعد ما يهدأ من ثورتة ، اذا كان غاضباً ، لتعرف منه سبب انتقاده .

·   اجعل قلبك منفتحا لهذا النوع من الانتقاد ، فقد يكون له فائدة لك ، وتتعرف على الجوانب التي تستطيع أن تتطور فيها ، فهوعادة ما يكون انتقاداً مفيداً ،، وإذا انتقد أي شخصٍ شخصيتك ، وقال لك مثلا " أنت غلطة " أو  " أنت لاقيمة لك " أو " أنتَ عالةٌ ووبالٌ علينا " ،، فهذا انتقادٌ مدمرٌ وغير مفيدٍ ،، إذْ من الصعب أن تفهم ماهي المشكلة إذا ماوجه إليك انتقاد كهذا ،، وتـكـرار هذا الـنـوع مـن
الانتقادات قد يسبب لك ضعفا في ثقتك بنفسك ، فلا يوجد شخص في العالم يحمل هذه المواصفات ، وبالتأكيد لاتحملها أنت ،، حاول ألا تفعل امورا تستفز من حولك ، ولكن إذا حدث ذلك ، فلا تأخذ هذا الكلام على محملِ الجد .

6-     احْمِ نفسك : وذلك بالفخر بشخصيتك ، ودحر الفشل ، وامتلاك روحٍ رياضيةٍ ، تعزز من ثقتك بنفسك ، والإقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم وصحبة الكرام بسمو أخلاقهم ، وبقوة إيمانهم بالله ، ومن هذا المنطلق ستعزز ثقتك بنفسك .

7-     اقرأ وتثقف : العلم يصنع المعجزات ، والقوة في العلم ، فمن يمتلك العلم هو من يستطيع السيطرة على نفسه ، وعلى مجريات أموره ،، وحاول أن تقرأ وتتثقف في كل العلوم ، فكلما قرأت وتثقفت كلما احسست بأنك انسان قوي ومطلع وهذا يعزز ثقتك بنفسك كثيراً ، وتذكر بأن أول ما طلبه الله سبحانه وتعالى من الرسول الأعظم هـو الـقـراءة ، حينما قـال الله له في كتابه الكريم ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) " سورة العلقة آية 1 " ، وتذكّر دائماً هـذه الكلمات : " أنت لاتستطيع أن تكون أهم شخص لجميع الناس " ـ " أنت لاتستطيع أن تعمل كـل شيءٍ في وقـتٍ واحدٍ " ـ " أنت لاتستطيع أن تعمل كل شيءٍٍ بنفس الدقة و الاتقان " ـ " " أنت لاتستطيع أن تعمل كل شيءٍ أفضل من غيرك ، فكل إنسانٍ لديه نواقصٌ " ـ " إنك لن تكون إنساناً رائعاً ومميزاً ، وإنك ظاهرةٌ فريدةٌ في تاريخ البشرية " ،، إن الحياة ليست مشكلة أو معضلة تحتاج إلى حلٍ ، بل هي هبةٌ من الله لتتمتع بها ،،، لذا يجب عليكَ أن تتعرف على نفسك ، وتقبلها كما هي ـ يجب أن تتعلم تحديد أولوياتك ، لتعلم ماهو العمل الذي يجب أن تقدمه على الأعمال الاخرى وهذا يساعدك على اتخاذ القرارات الصحيحة " يجب ان تتعرف على نقاط القوة لديك وتستخدمها " ـ " يجب عليك ألا تحاول أن تكون شخصاً آخر ، وتكون أنت ، لأنه لايوجد على وجه الأرض من هو مثلك ، فأنت مُمَيزٌ بجميع قوتك وضعفك " ،، تعلم أن تقبل نفسك كما هي ، وحاول أن تكون أقوى في نقاط القوة ، وتطوير الجوانب الناقصه لديك ، وامنح نفسك الاحترام الذي تستحقة ، وحافظ عليه ، وردد دائماً هذه العبارات التالية مع نفسك لتعزز ثقتك بنفسك : " أنا شخصٌ نافعٌ ومهمٌ ، وأستحق احترام الآخرين " ـ " أنا أثق بقدراتي " ـ " أنا أطرح أفكاري بسهولةٍ , وأعرف أن الآخـريـن يحترمون
وجهة نظري " ـ " أنا أعلم بقدراتي ونواقصي ، وأثق بالقرارات التي أتخذها على ضوء ما لدي من معلومات " " أنا متفائلٌ بأنني سأحقق طموحي و أحلامي ، وأستطيع النهوض بسرعةٍ إذا ما فشلت في أمرٍ ما وسأواصل مسيرتي " ـ " أنا فخور بما أنجزته في الماضي ، ومتفائلٌ بشأن المستقبل " ـ " أنا أتقبل الانتقادات بسهولةٍ , وأشارك نجاحي مع من ساهم فيه " ـ " أنا أشعر بالدفء والحب والاحترام ، تجاه نفسي ، وأعلم أنني إنسانٌ مميزٌ ، وذو قيمةٍ " ـ أنا مسؤل عن نفسي ، بما فيه نموي وصحتي ، لأنني أعلم بأنه كلما كان شعوري أفضل ، كلما كنتُ أقدِرُ على مساعدة الآخرين " ـ " أنا أقيم انتقاداتٍ ووجهاتِ نظرِ الآخرين عني بنفسي ، ولا أسمح لنفسي بأن أحبط إذا ماحاول أحدٌ الحط مني " ـ " إن مايحدث لي ليس هو المقياس على شخصيتي، ولكن المقياس هو كيفية تعاملي مع مايحصل لي " ـ " لايوجد أحدٌ على وجه الأرض أكثر أو أقل أهميةً ، أو قيمة مني " ـ " أنا أعـرف المميزات والعطايا التي أعطاني الله إياها ، وأقدرها وأحـافـظ عليها " ـ " أنا إنسانٌ فعالٌ في المجتمع ، وأعرف كيف أتصرف بهدوءٍ في الأزمات ، وأتعامل باحترامٍ وحبٍ مع من هم حولي " .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق