الجمعة، 21 يناير 2011

كن سامياً بأخلاقك

كن سامياً ، كن ثرياً بأخلاقك ، فمن لايعرفك يجهلك ، من هنا إن عملت عملاً دائماً ردد مع نفسك " أنا لا أحتاج لكلمة شُكْرٍ " ، فالله وحده بي أعلم بما صنعتُ ، وأنتظر أجري إن شاء الله من خالقي ،،، كان أجدادنا يقولون لنا " اعملوا دائماً بصدقٍ ، ولا تنتظروا أن يشكركم أحدٌ " ، ويقولون " اعمل خيراً وارمِ في البحر " ، ارسم لنفسك لوحة ، بروازها " العمل بإخلاصٍ " وخاماتها " كي تـبـرز أكثر ، عـامـل الناس كما تحب أن تُعامل بـه " ، وتوقيع لوحتك " الصدق ثم الصدق ثم الصدق ، واحترام الناس الخوف من الله تعالى " .
اعمل بأكثر جهدٍ ، ولا تنتظر الأجر من أحدٍ ، وأعطي الوفاء , الحب للعطاء ، وسرعة البديهة ، والإخلاص في العمل ،، ولا تنظر إلى عمل الغير واهتمامه ، وكيف عَمِلَ الغير وماذا صنع ؟ ، بل انظر لذاتك ، وماذا تريد أن تعطي ، كي تفيد وتستفيد ،، وغلف نفسك بالإحاطة والحذر ، ولا تنظر إلى ما يقال خلف ظهرك ، وماذا يقولون عنك ، بل انظر إلى نفسك أنت ، كيف تقيم مشاعر الناس مخلوطةً بالأدب والاحترام ، ونظرتك أنت لنفسك ، واحكم بالعدل
والإنصاف ،، لا تنتظر أن تعطي الناس دروساً في الأدب والذوق ، فلست كفيلاً بتهذيبهم ، بل اهتم كيف تعطي احترامهم لك ، وكيف تصنع لنفسك شخصيةً طيبةً محبوبةً ، تفرض احترامها على الجميع فرضاً ، واعلم بأن الناس أجناسٌ ، وهنالك معادنٌ ، فلابد أن نتعاون معهم بكل إخلاصٍ وتفانٍ ،، وقديماً قيل " الناس معادنٌ ونفائسٌ " ، فمنهم الغالي والرخيص ، ومنهم من له بريقُ ألماسٍ وصلابةِ الحديد ، ومنهم من يبهرك بلمعانه ،، ولكن من أول لمسه له تكتشف زيف هذا اللمعان ، ويظهر اللـون الأصلي الباهت الرخيص نفاسه ،، فمعادن الناس تظهر لمعانها واضحةً جليةً بحسن الخلق ومعاملة الناس إذن نحن من يحدد قيمة أنفسنا ، هناك من تجده كالألماس ، غالٍ ونفيسٍ بأخلاقه وإخلاصه ، وتبدأ بالنزول حتى تصل إلى أرخصها وأقلها نفعاً وقيمةً ، ولا ينفع حتى نفسه ،، وقديماً قيل " الناس كالنوافذ ، ذات الزجاج الملون ، تتلألأ وتشع في النهار ، وعندما يحل الظلام يظهر جمالها الحقيقي ، ويظهر فقط إذا كان هناك ضوءٌ من الداخل " ،، كم أتمنى أن يعرف الإنسان حقيقة معدنه ، ويحاول إصلاحه قبل دخول قبره ،، فقد يكون حاملاً للجواهر الثمينة ، من ألماسٍ ، وذهبٍ ، وفضةٍ ، ولؤلؤٍ ، وزُمُرّدٍ ، ومرجانٍ ، وغيرها ، وهو لا يعرف ،  وقد يكون حاملاً لأرخص المعادن وهو لايعرف أيضاً ،،، ابحث عن نفسك ، وَزِنْهَا قبل أن تفقد من تحب،  فحتما لابد لتلك الأقنعة من سقوطٍ ، ولكل واحد منا قناعه الحقيقي الذي يحب أن يرتديه ، فهناك قناع التقوى ، وقناع المحبة ،  وقناع الثقافة ، وقناع الابتسامة والمرح ،، وهناك أقنعةٌ مزيفةٌ رخيصةٌ ،  بعضها يُخْفِي وجوهاً دميمةً ، وقلوباً مريضةً ،، وبمجرد أن نتعايش مع بعضنا ، وتدور بنا رُحَى الأيام ، وتهب أعاصير الشتاء الباردة ، تظهر حينها لك الوجه القبيح الدميم ، وتتساقط الأ قنعة ، وتتهاوى المزيفات ، مهما كانت درجة إتقانها ،، علينا ان نتوقع دائماً سقوط الأقنعة ، حتى لا نصابُ بخيبة الأمل عندما نراها تتساقط أمامنا ، لذا فلاتخدعوا انفسكم ، واحذروا أن تخدعوا وتُخدعوا .

وأخيراً ،، إن رَحَلْتَ أنتَ يوماً بسبب ظروفٍ قاسيةٍ لا قدر الله ، فلابد أن تُعْطَي حُباً كبيراً ، وقلباً ينبض لهذا الصرح الشامخ في رحلتك ، ولا تُخَلدْ سوى الذكرى الرائعة فقط ، لمن يستحقها ، ولكن لاتنسَ ولاتنسينَ فأنتم حتماً تستحقون الحب ، وتستحقون الذكرى الحلوة منك وعليك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق