الخميس، 27 يناير 2011

كن سعيداً

تعريف السعادة :
إن السعادة شعور بالبهجة والاستمتاع ، والشعور بالشىء أو الإحساس به شىء يتعدى ، بل ويسمو على مجرد الخوض فى تجربة تعكس ذلك الشعورعلى الشخص ، بل هى حالة تجعل الشخص يحكم على حياته بأنها حياةٌ جميلةٌ ومستقرةٌ ، خاليةٌ من الآلام والضغوط على الأقل من وجهة نظره .

أنواع السعادة :
هناك مُحَفزٌ للسعادة والذى يؤدى إلى نوعى السعادة وهما :
·   السعادة الطويلة : وهي التي تستمر لفترةٍ طويلةٍ من الزمن " أي عبارة عن سلسلة من محفزات السعادة القصيرة " ، وتتجدد باستمرار لتعطي الإيحاء بالسعادة الأبدية .
·   السعادة القصيرة : وهي التي تستمر لفترةٍ قصيرةٍ من الزمن .
أما الوسيلة التى تحفز الإنسان على إحساسه بالسعادة : فهى كيفية التأمل لوضع أهداف للنفس ليتم تحقيقها ،، فالطريقة الأكثر فاعلية له لكى يكون سعيداً ويبتعد عن الاكتئاب الذى يكتسبه مع دوام العمل ، هو إحراز تقدم ثابت ومطردٍ لأهدافٍ وضعها لنفسه .
وعلى الرغم من أن ذلك يبدو بسيطاً أو سهلاً ، إلا إنه أسلوب صعب للوصول من خلاله لتحقيق السعادة ، وبالطبع تختلف الأهداف من شخص لآخر، ولكن الوسيلة فى تحقيقها تتشابه عند مختلف الأشخاص ، ألا وهى التقدم الثابت والمطرد للوصول لأهداف ذات معنى ، ووجود معنىً أو مغزىً لهذه الأهداف هو الذى يحقق السعادة ، وليس وضع الأهداف فى حد ذاتها ، لأن الشخص بإمكانه إحراز نجاحٍ فى أهدافٍ وضعها لنفسه ، ولكنها لاتخلق لديه الشعور بالسعادة ،، ويأتى تفسير الأهداف ذات المعنى أو المغزى " أهداف متوازنة لضمان تحقيق متطلبات السعادة .

متطلبات السعادة :
متطلبات السعادة كثيرةٌ ، فمنها على سبيل المثال لاالحصر :
·   السلوك الطيب للشخص من عوامل تحقيق السعادة لنفسه .
·   الدخل الكافي ، لمقابلة الاحتياجات الأساسية للحياة .
·  المقدرة على إغفال مسببات التعاسة فى حياة الشخص ،، فإذا كنت أغنى أغنياء العالم ويتوافر لديك المال ، وغائبٌ عنك التمتع بالصحة ، أو الإغفال عن فن إدارة العلاقات مع الاخرين فلن تصل للسعادة الحقيقية .
·   انشغال الشخص بعمل منتجٍ أو نشاطٍ مهمٍ للغاية .
·   وجود عاطفةٍ جياشةٍ فى حياة الشخص .
·   أهدافٌ للحياة محددةٌ ، وقابلةٌ للتحقق .
·   التمتع بالصحة الجيدة .

مثبطات السعادة :
مثبطات السعادة كثيرةٌ ، فمنها على سبيل المثال لاالحصر :
·   الإخفاق فى تحديد الأهداف فى الحياة ـ مهما كانت نوعية هذه الأهداف .
·   انتشار العلاقات السيئة بين الناس عموماً ، والخوف من آراء الاخرين .
·   وجود الحسد بين الزوجين أو الأقارب أو بين الأصدقاء والجيران .
·   الوحدة تدمر السعادة ، ولاتجعل الإنسان يصل إليها .
·   افتقاد إحدى عناصر متطلبات السعادة .

استمرارية السعادة ( السعادة المستدامة ) :
توصلت الـدراسـات إلى أن هـنـاك عـدداً من العوامل التى تساهم فى استمرارية السعادة ، أو ماتسمى بمفهوم " السعادة المستدامة " ، فالأمر لا يقف عند حد تحقيقها فقط ، بل الأهم هو المحافظة على استمراريتها ، وإليك بعضاً من هذه العوامل على سبيل المثال لاالحصر :
·   ارتباط السلوك الحميد ، والصحة السليمة ، بتحقيق السعادة ، واستمرارها .
·   وجود العلاقات الحميمة الدافئة ـ علاقة الزواج أو الصداقة .... الخ .
·   الاهتمامات غير الشخصية ، والاعتدال في كل شيءٍ .
·   الشعور بالسيطرة على مجريات الحياة الذاتية .
·   القيام بأنشطةٍ ترفيهيةٍ تُسْعِدُ النفسَ .
·   القيام بعملٍ مُرْضٍ ، وتقدير الذات .
ومن هنا نجد أن الطريقة الفعالة لإحراز السعادة ، هو وضع أهدافٍ لكل متطلبٍ من متطلبات تحقيقها واستمرارها ، ثم تفنيد التقدم ومتابعته تجاه كل هذه الأهداف .

خطوات تحقيق السعادة : -
·  الخطوة الأولى : وضع أهدافٍ فى إطارٍ الحياة التى نعيشها ، وينبغى أن تكون أهداف لها معنىً ومحددةً ، ولها توقيتٌ زمنيٌ تُنجز فيه .، فإذا لم تكن الأهداف محددةٌ ولا تخضع لتوقيتٍ زمنيٍ ، فلن يكون الشخص قادراً على قياس ما أحرزه من تقدمٍ فى أهدافه ، وبالتالى سيتوقف الشعور بالسعادة عند حَدٍ مُعَينٍ ، ولن يستمر مفعولها الذى يرتبط بالتقدم المطرد فى إحراز الأهداف ،، مع ضرورة وضع الأهداف فى إطار الحياة التى يعيشها الإنسان ، أو بمعنىً آخر أن تكون محكومةً بظروفِ كل شخصٍ يعيش فيها ، كظروف حالته الصحية والمالية ، وعلى مستوى علاقته وسلوكه عامة ، لضمان القابلية للتحقق ، وألا يكون مبالغاً فيها .

·  الخطوة الثانية :  تقييم وضعك الحالي بالنسبة لتحقيق أهدافك ـ وهذا يتم بعد فترةٍ ، وبشكل مطرد ـ ، ومثالاً لتوضيح ذلك : فإذا قررت توفير مبلغٍ من المال في مدةٍ زمنيةٍ مقدارها خمسةُ أعوامٍ ، فلابد من تقييم الدخل الحالي والمصاريف ، وأوجه الصرف ، لتعرف قدرتك التوفيرية ، للوصول إلى هذا المبلغ بعد مرور خمسة أعوام من عدمه .

·    الخطوة الثالثة :  الالتزام ببرنامجٍ زمنيٍ ، تضعه لتحقيق هدفك من التوفير ، وذلك بإحدى الطريقتين الآتيتين :
1-    توفير المزيـد من الأموال أو بزيادة الدخل ـ أى الإنفاق الأقل ، أو الكسب الأكثر ، ولمزيدٍ من التوضيح ، فإذا أردتَ توفير المبلغ المالى الذى ترمو للوصول إليه ، إما أن تخفض النفقات الشهرية بـعـدم تـنـاول الوجبات خارج المنزل ، أو عدم التنزه كثيراً .
2-       اللجوء لعملٍ إضافيٍٍ ، لزيادة الدخل، دون استقطاعٍ من الدخل الموجود بالفعل .

·  الخطوة الرابعة والأخيرة :  مرحلة التنفيذ ومتابعة التقدم ،، فبمجرد أن تشعر بالتحقيق المستمر لأهدافك ، يتزايد لديك الشعور بالسعادة ، ومما يؤكد هذا هو : أن العديد مـنـا
يسعد إذا فقد كيلوجراماً واحداً من وزنه فى الأسبوع عند اتباع برنامجٍ لفقد الوزن ،، لذا تخيل نفس التأثير مع كافة عوامل الحياة ، فمن الهام أن يكون التقدم بشكلٍ مستمرٍ .. فالسعادة تنمو بتقدم الشخص فى حياته المتمثلة فى أهدافه ، وبمجرد أن يرى الإنسان أهدافه المبدئية تحققت ، فليبدأ على الفور في وضع أهدافٍ جديدةٍ ، قد تكون لأوجهٍ جديدةٍ فى حياته فى كل مرة ،، فإذا كنتََ قد أحرزتَ أهدافاً فى اللياقة ، أو على المستوى المالي ، فاختر هدفاً آخر ، يكون مختلفاً عن العالم الذي يحيط بك ،، وعلى الفرد أن يَعِيَ بأن الهدف المؤقت ، يساوى سعادةً مؤقتةً ،، كالشخص الذي يرث مبلغاً مالياً كبيراً بالطبع سيُدخل عليه السعادة الغامرة لكن مع استمرار هذه الحقيقة ستتلاشى السعادة وتصبح شيئاً مألوفاً لأن الشخص يعتاد على وجودها .. فالتفكير الدائم فى هدف جديد يساوى سعادة طويلة الأجل .

مفاتيح أخرى للسعادة :
1-    الاستمتاع بالآخرين : وهذا مفهومٌ جديدٌ لتحقيق السعادة ، فالاستمتاع بالآخرين يحقق السعادة للشخص ،، ولكن للاستمتاع بالآخرين وسائلُ كثيرة يجب استدراكها ، فمنها على سبيل المثال لاالحصر :
·   إذا نظرت لأطفالك أو أي أطفال يلهون فى الحديقة ، ألن تجد نفسك تبتسم وتشعر براحةٍ داخليةٍ عند رؤية ابتهاجهم وبراءتهم فى اللعب ؟ .
·   ألم ينتابك شـعـورٌ بالمتعة عند رؤية شخصٍ متأنقاً يلبس سترةٍ جـديـدةٍ ، أو يضع عطراً فواحاً ؟ .
·   ألم تنظر إلى شخص كَهلٍ يستند على عصاه ، وهو يتنزه ويعطيك شعوراً بالرضى النفسي ؟ .
·   ألم ترتاح عند حديثك مع زميلٍ أو صديق ؟ٍ .
·   ألم تشدك البساطة فى موقفٍ أو تصرف ؟ٍ .
·   ألم يُعجبك شخصاً وسيماً أو فتاةً جميلة ؟ .
·   ألم تتمنى النجاح لشخصٍ تحبه ؟ .
·   ألم تسعد بوجود صحبةٍ معك ؟ .

كل هذه ممارساتٌ للسعادة ، أو أنماط يحقق بها الإنسان سعادته التى من الممكن أن يلتفت إليها ، حتى وإن كانت تحقق له " السعادة الوقتية " إلا أن تعلم الاستمتاع بكل ما يحيط بك هى وسيلة من وسائل معرفة السعادة .

2-       النسيان مرادفٌ جديدٌ للسعادة : النسيان مفتاح آخر هامٌ من مفاتيح السعادة ، فالشخص الذى يكتسب المزيد من المعلومات يفقد السعادة ، والنسيان المتعمد هنا يكون الحل ، ولمزيد من الفهم نسأل سؤالاً : هل بوسع أى شخص أن يكون سعيداً إذا تعمد أن يتذكر أن أطفاله الذين يلهوون أمام عينيه ستموت فى يوم من الأيام ؟ أو التفكير المضني عن الإصابة بمرضٍ أو ضياع ثروةٍ ماليةٍ ؟ وبوجهٍ عام : هل سيسعد الإنسان إذا فـكـر بأسلوبٍ مأساويٍ فى كافة تفاصيل حياته ؟ إذاً فالتجاهل أو النسيان المتعمد يحقق السعادة .

3-       التواكل يحقق السعادة : إن التواكل هنا معناه الاعتماد على الآخرين فى تحقيق السعادة الذاتية ، كما هو الحال مع المشاهير ، إذْ أن سعادتهم الأساسية تعتمد على الإطراء والإعجاب بمن حولهم ، وترتبط السعادة عندهم بالحالة المزاجية الإيجابية على أشخاص آخرين .. لذا لاينبغي أن ترتبط  السعادة بالمواقف المؤقتة التى يعيشها الشخص ، بل ينبغى أن تكون نابعة من داخله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق