الناس ينشغلون أحياناً بأعمالهم ومعيشتهم ، لدرجة أنهم لا يجدون الفرصة للاستمتاع بالحياة وما يحققونه منها ، او يتغلّب عليهم القلق من المستقبل ، حتى يتقاعسوا عن أداء كثيرٍ من واجباتهم الإنسانية ،، فهؤلاء ينقصهم الشعور بالسعادة ، وفن الاستمتاع بمواهب الحياة ، وما تحققه أيديهم ،،ولكي ترفع مـن مستوى هـذا الـشعـور ونكتسب فـن الاستمتاع بالحياة ، فأمامنا خمسُ وصايا ، اسمها المشترك هو " الاعتدال في كل شيء " وهي على النحو التالي :
· الوصية الاولى : لا إفراط ولا تفريط : إن الذين لا يجدون الفرصة الكافية للتسلية ، والترفيه عن النفس ، سيصرفون وقتهم عاجلاً أم آجـلاً للمعالجات ، وكـل شيءٍ في الحياة ، يتحقق معناه الحقيقي من خلال التعادل ، فالثقة بالنفس قد تتحول إلى غرورٍ من جهةٍ ، أو إلى نقصانٍ في الثقة ، والمحبة قد تزداد لدرجة الجنون ، وقد تقل حتى يقسو القلب ، وتجفّ عواطفه ، والنظافة الزائدة قد تؤدي الى الوسواس ، أو انتشار الامراض والأوبئة ، في حال عدم الاكتراث بها ،، والعمل والترويح عن النفس كلاهما ضروريان في الحياة ، والإفراط في أحدهما ، أو التفريط بالآخر ، لا يتحقق الاعتدال ، ولا يجلب السعادة والرضا للفرد .
· الوصية الثانية : نقطةٌ بين استذكار الماضي واستشراف المستقبل : إن الحياة عبارة عن العوم والسباحة في نهر الزمن الحاضر ، ومن الضروري عدم الاستغراق في الماضي ، والشعور المفرط بالندم والألم واللوم ، بل الاعتبار منه ، والتعلّم من دروسه ،، وكذلك عدم الاستغراق في النظر للمستقبل ، إلا لمعرفة الأهداف والغايات ، وتحديد المسارات ، ويبقى الزمن الحاضر هو الملاذ الذي نلجأ إليه ، وذلك بالعمل والمثابرة، ونعيش فيه لحظات المتعة والسعادة، وعمل اليوم هو الذي يبني المستقبل .
· الوصية الثالثة : نقطةٌ بين العمل الدؤوب والكسل : إن السعادة كالفراشة تهرب منك وأنت تريد اللحاق بها ، ولكن إذا مشيتَ باطمئنانٍ وهدوءٍ ، فإنها ستحطّ على رأسك ،، ويتصور البعض بأن العمل من غير تأنٍ ، أو إعطاء فرصةٍ للتفكير والشعور بالاطمئنان والراحة ، سيوصلنا للهدف بشكل أسرع ،، بينما نجد أن السير باطمئنانٍ وهدوءٍ أثناء أداء عملٍ معينٍ ، يمنحنا الفرصة لتقويم العمل ، ومعالجة الأخطاء ، وتحسين الاداء .
· الوصية الرابعة : لاكآبة ولا تحويل الحياة إلى فكاهةٍ فقط : إن السعيد هو الذي يبتسم أمام المشكلات والمصائب ،، كما أن الشمس تعطي أشعتها ودفئها وحيويتها إلى الأشجار والنباتات والكائنات ، وللسرور والنشاط أثرٌ مماثلٌ في نفوس البشر ، فلنتعلم كيف نفرح ، وكيف نمرح ، وكيف ندخل السرورلأنفسنا ، حينما نواجه الحياة بكل ما فيها من معاناةٍ ومشاكل ، لكي نتغلب عليها ولا تتغلّب علينا .
· الوصية الخامسة : نقطةٌ بين عبادة الذات وامتهانها : إن أكثر الناس سعادة ، هو الذي يسعى أكثر لإسعاد الناس ،، فنحبّ الناس ، ونكنّ لهم الاحترام ، ونسعى لإسعادهم ، لأن كرامتنا وسعادتنا ستتحقق من خلال ذلك ، وسيعود ذلك الحس والاحترام الينا من جديدٍ من الناس جميعاً .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق