السبت، 8 يناير 2011

كن كالنخلة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن من الشجر شجرةٌ لا يسقط ورقها ، وإنها مثل المسلم ، فحدثوني ما هي ؟ فوقع الناس في شجر البوادي ، قال عبدالله : فوقع في نفسي أنها النخلة ، فاستحييت ، ثم قالوا حدثنا ماهي يا رسول الله ؟ فقال : هي النخلة ) .
انطلاقاً من الحديث النبوي الشريف السابق ، ودراسة ماتتميز به تلك الشجرة المباركة ، من مميزاتٍ ، نقول ما يلي :
·   يستظل الإنسان تحت ظل هذه الشجرة ، وأنواع أخرى من المحاصيل الزراعية أيضاً تستفيد من ظلها ، وتتقي حرارة الشمس ، وهذا دليلٌ إلى أن المسلم يتعايش مع القوميات غير الإسلامية ، بل إن وجـودها تحت حمايته ، أفضل من وجـودها لوحدها ، قال تعالى ( يآأبها الناس إنا خالقناكم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أاتقاكم إن الله عليمٌ خبيرٌ ) " سورة الحجرات آية 13 " .
·   النخلة تحتضن أولادها الفسائل ، وتقدمهم على نفسها في غذاءها ، ثم تغرس الفسيلة في بيئةٍ نظيفةٍ ، خاليةٍ من الآفات والأمراض الزراعية ، حتى تأخذ طريقها الصحيح سنواتٍ عديدةٍ ، وهكذا الطفل المسلم مع أبويه ، رعايةً وعنايةً ومتابعةً ، ليأخذ أيضا دوره المناسب في مجتمعه المسلم .
·   تحمل النخلة من الثمار سنويا من " 30 كغم " إلى " 100 كغم " أو اكثر ، حسب الصنف والعمر ، وتحتاج إلي تخفيف الحمل ، حتى يجود الثمر ، وهكذا المسلمون ، يتفاوتون في عطائهم ، ولا يكلفون إلا مايطيقون ، ولا يكلف الله نفساٌ إلا وسعها .
·   الثمرة لها قيمتها الغذائية الكبيرة ، من قشرتها إلى لبها ، إلى البذرة ، وهي متوفرةٌ على مدار العام ومر السنين ، وكذلك المسلم الذي يتوجه بعمله الصالح لربه جل وعلا ، ينفع الله به في الدنيا والآخرة ، وعلى الدوام .
·   تحمل النخلة للحر والبرد والعطش وملوحة الماء ، ومع هذه الظروف كلها ، تثمر في نهاية العام ، وهكذا المسلم ، لاتثنيه المصاعب بأن يعيش حياةً طبيعيةً في مجتمعه .
·   إذا استمر البرد والمطر ، فلن تثمر النخلة ، ولذا هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة ، لما اشتد أذى قريشٍ عليه وعلى أصحابه .
·   عدم نمو الأعشاب والحشائش الضارة إذا تقارب سعفها ، ولم تصل أشعة الشمس إلى الأرض ، وهكذا المسلمون ، لو اتحدت كلمتهم لن يضرهم كيد أعدائهم .
·   أن هذه الشجرة تُزْرَعُ في أنواعٍ متعددةٍ من التربة ، وهكذا الإسلام ، ليس له بلدٌ واحدٌ يتواجد فيه ، بل بلدانٌ متعددةٌ .
·   تتميز تلك الشجرة بثباتها في صفاتها ، ولا تتساقط أوراقها ، وهكذا المسلم ثابتٌ على دينه ، لا يخرج منه .
·   الثمار تختلف في قيمتها الاقتصادية، وهكذا المسلمون، فيهم العالِمُ والعامي، وغير ذلك، وفي كل خيرٍ .
أخي القارئ الكريم : أظن أن لديك المزيد من الحديث عن النخلة ، ولكن من أي أصناف النخيل نحن اليوم ؟ ،،
وأخيراً أخي المسلم : أدعوك ونفسي لتدبر قوله تعالى ( ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمةً طيبةً كشجرةٍ طيبةٍ اصلها ثابتٌ وفرعها في السماء * تؤتي أكلها كل حينٍ بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ) " سورة إبراهيم آية 24 " ، وكما قال الشاعر :
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاً                تُرمى بحجرٍ فتأتي بأطيب الثمرِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق