الجمعة، 21 يناير 2011

كن عزيزاً

كن عزيزاً .. وبنفسك افخر ،،، فهذه وصايا أم لابنها :
يابني : إياك أن تتكلم في الأشياء وفي الناس، إلا بعد أن تتأكد من صحة المصدر ، وإذا جاءك أحدٌ بنبأ فتبين قبل أن تتهور ،،، وإيـاك والشائعة ، فـلا تصدق كـل ما يـقـال ، ولا نصف ماتبصر، وإذا ابتلاك الله بعدوٍ ، فقاومه بالإحسان إليه ، وادفـع بالتي هي أحسن ،، أقسم بالله ، بأن العداوة تنقلب حُباً ،، وإذا أردتَ أن تكتشف صديقاً ، فسافرْ معه ، ففي السفر ينكشف الإنسان ، فيذوب المظهر ، وينكشف المخبر ، فلماذا سمي السفر سفراً ؟ إلا لأنه عن الأخلاق والطبائع يسفر ،، وإذا هاجمك الناس وأنت على حق ، أو قذعوك بالنقد ، فافرح ، لأنهم يقولون لك : أنت ناجحٌ ومؤثرٌ ، فالكلب الميت لا يُركل ، ولا يُرمى إلا الشجر المثمر .
يابني : عندما تنتقد أحداً ، فبعين النحل تعود أن تبصر ، ولا تنظر للناس بعين ذبابٍ ، فتقع على ماهو مستقذر ،، نم اخرج يابني لعملك باكراً .. فالبركة في الرزق صباحاً ، وأخاف أن يفوتك رزق الرحمن. لأنك تسهر ،، وسأحكي لك قصه المعزة والذئب ، حتى لاتأمن
من يمكر ، وحينما يثق بك أحدٌ ، فإياك ثم إياك أن تغدر به ،، وسأذهب بك بعد ذلك لعرين الأسد ، وسأعلمك بأن الأسد لم يصبح مَلِكاً للغابة لأنه يزأر ، ولكن لأنه عزيز النفس ، لايقع على فريسة غيره ، مهما كان جائعاً ، ويتضور جوعاً ،، ولا تسرق جهد غيرك فتتجور ،، ثم سأتجه بك للحرباء ، حتى تشاهد بنفسك حيلتها ، فهي تلون جلدها بلون المكان .. لتعلم أن في البشر مثلها نسخ ، واعلم بأن هناك منافقين ، وأناساً بكل لباس تتدثر، وبدعوى الخير تتستر ، وتَعَودْ يا بني بأن تشكر من كافأك وأعطاك ، واجعل أول من تبدأ بشكره هو الله جـل جلاله ، إذْ يكفي أن تشكره جزل الشكر والثناء لأنه جعلك تمشي ، وتسمع ، وتبصر ،، ثم اشكر الناس على ماقدموه لك من مد يد العون والمساعدة ، فمن لايشكر الناس لايشكره الله ،، فالله يزيد الشاكرين ، والناس تحب الشخص الذي عندما تبذل له يشكر ويقدر ،، واكتشفت يا بني بأن أعظم فضيلة في الحياة هي الصدق ، فالكذب وإن نجى صاحبه ، فالصدق أنجى ، ولا بد للكاذب يوماً أن يقع .
يابني : وفر لنفسك بديلاً لكل شيءٍ ، واستعد لأي أمرٍ ، حتى لا تتوسل لنذل ،، واستفد من كل الفرص ، لأن الفرص التي تأتي الآن ، قد لا تتكرر ، ولا تتشكى ولا تتذمر ، بل أريدك متفائلاً ، مُقبِلاً على الحياة ، واهرب من اليائسين والمتشائمين ،، وإياك أن تجلس مع رجلٍ يتطير ،، ولا تتشمت ولا تفرح بمصيبة غيرك ، و إياك أن تسخر من شكل أحدٍ ، فالمرء لم يخلق نفسه ، ففي سخريتك أنت لغيرك ، لأنك في الحقيقة تسخر من صنع الله الذي أبدع وخلق وصور ،، ولا تفضح عيوب الناس ، فيفضحك الله في دارك ، فالله الستير .. يحب من يستر ،، ولا تظلم أحداً ، وإذا دعتك قدرتك على ظلم الناس ، فتذكر أن الله هو الأقدر ،، وإذا شعرتَ بالقسوة يوماً ، فامسح على رأس اليتيم ، وسوف تدهش كيف للمسح أن يمسح القسوة من القلب ، فيتفطر ، ولا تجادل ، ففي الجدل كلا الطرفين يخسر ، فإذا انهزمنا نكون قد خسرنا كبرياءنا ، وإذا فزنا فقد خسرنا الشخص الآخر ،، لقد انهزمنا كلنا ، الطرف الذي انتصر ، والآخر الذي ظن أنه لم ينتصر ،، ولا تكن آحادي الرأي ، فمن الجميل أن تؤثر وتتاثر ، ولكن إياك أن تذوب في رأي الآخرين ، وإذا شعرتَ بأن رأيك مع الحق ، فاثبت عليه ولا تتأثر .
يابني : تستطيع أن تغير قناعات الناس، وأن تستحوذ على قلوبهم وهم لايشعرون، ليس بالسحر ولا بالشعوذة ، بل بابتسامتك ، وعذوبة لفظك ، تستطيع بهما أن تسحرهم ،،، ابتسم ! فسبحان من جعل الابتسامة في دينناعبادة ، وعليها نؤجر ،، إن لم تبتسم لن يسمح لك الناس بأن تفتح متجراً ، فإن لم تجد من يبتسم لك ، فابتسم له أنت ، فإذا كـان ثغرك بالبسمة
يفتر بسرعة ، فإن القلوب تنفتح لك لتعبر ، وحينما يقع في قلب الناس نحوك شكٌ ، فدافع عن نفسك ، ووضح وبرر موقفك ، ولا تكن فضولياً تدس أنفك في كل أمر ، وتتدخل فيما لايعنيك ،  تقف مع من وقف ، إذا الجمهور تجمهر ،، تـرفـع عـن هـذا ، لأنه يسوءني هذا المنظر ، ولا تحزن يابني على مافي الحياة ، فما خلقنا فيها إلا لنمتحن ونبتلى ، حتى يرانا الله ، هل نصبر ، أم نتضجر ،، لذلك هون عليك ، ولا تتكدر ، وتأكد بأن الفرج قريبٌ وآتٍ لامحالةَ ، فإذا اشتد سواد السحب ، فعما قليلٍ ستمطر ،، ولا تبكِ على الماضي ، فيكفي أنه مضى ، فمن العبث أن نمسك نشارة الخشب وننشر ، وأنظر للغد ، واستعد وشمّر ،، وكن عزيزاً وبنفسك ،، وكـن عـزيـزاً . وبنفسك افخر ، فكما ترى نفسك ، سيراك الآخرون ، فإياك أن تحقر نفسك يوماً ، فأنت تكبر حينما تريد أن تكبر ، وأنت فقط من يقرر أن يصغر ، وإذا أردت إصلاح الكون برمته ، سأقول لك : لا ،، أرجوك ، لا نريد أن نفقد الشر ،، تخيل أن الكون من غير غشاشين ! ومن غير كذابين ! كيف سيعيش الشرفاء ؟ ومن أين سنقتات ؟ وكيف سنكون نحن الأميز والأشهر ؟ قـررتُ أن أربيك وأنت في بطني ، لتكون أعـظـم شخصيةٍ ، ولو قلتَ ياأمي لماذا بدأتِ باكراً ؟ ستكتشف أن الإنسان لو كبر ، لن ينفع معه إلا معجزه ، مالم يتغير هو بنفسه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق