السبت، 8 يناير 2011

كن متكيفاً

إن العلاقات بين البشر متشعبةٌ وشائكةٌ ، ويجمع كل الخبراء في هذا المجال شيءٌ واحدٌ وهو : أن الأمر الوحيد الثابت في العلاقات بين البشر هو التغيير ،، إن كلمة التغيير من الكلمات الأساسية التي تكون نسيج الحياة المتشابك ، لتأتيَ في النهاية بشكلها الحالي ، بما تحويه من تناقضاتٍ واختلافاتٍ ، ولكن التكيف مع التغيير ليس أمراً سهلاً على الإطلاق ، بل إن معظمنا يحاول بكل ما أوتي من قوةٍ ، أن يقاوم التغييرات قدر الاستطاعة ، وذلك لعدة أسباب منها التعود على الوضع الراهن ،، مع ذلك ومهما كنا منكرين لاحتمال حصول هذه التغييرات ، إلا انه من غير الممكن تجنب حصولها ، وعليه فـإن الإنسان يجب أن يستعد دوماً ويهيءْ نفسه لاحتمال حصول هذه التغييرات في أي وقتٍ ،، أما أهم النصائح التي نقدمها لك ، لتساعدك على التكيف مع التغيير ، فهي كما يلي :
·   الإدراك أن وقت التغيير قـد حـان ، إن لـدى البشر ميل طبيعي إلى التعود على الوضع القائم ، وهم لاشعوريا يقاومون التغييرات التي تعتري حياتهم ، وهـذه الاستراتيجية قـد
تكون فعالةً لمرحلةٍ مؤقتة ، وعلى المدى القصير ، ولكنها حتما ستفشل على المدى البعيد ، لأن الإنكار لن يحل المشكلة ، بل في الحقيقة هو يزيد الأمر تعقيداً ،، لذلك إذا ماظهرت علامات التغيير ، فعليك مواجهتها ، والاستعداد للمرحلة القادمة .
·  واجه مشاكلك بصراحة ، فإن قدرة التعامل مع المخاطر تختلف من شخصٍ لآخر ، لذلك تختلف ردة فعل البشر تجاه التغيرات ، إذْ يعتبرها الأشخاص المغامرين عبارةً عن تجربةٍ ممتعةٍ ، ومغامرة جديدة ،، أما الأشخاص الذين يحبون الاحتفاظ بحياتهم دون أي تغييرٍ ، فإنهم ينظرون للتغيير على أنه خطرٌ ، وحدثٌ مقلقٌ في الحياة ، مما يولد لديهم إحساساً بالخوف من المستقبل .
·  لاتستعجل القلق ،، إن التغيير دائماً يترافق مع إحساسٍ بالقلق ، لذلك لا تنغصْ حياتك بالقلق من المستقبل ، وأنت تنتظر هذه التغييرات ، اترك القلق للحظة التغيير ، واستمتع بما لديك الآن ، لأن الحياة اقصر من أن تضيعيها في الانتظار ، ومن جانبٍ آخر ، فقد وجد باحثون في جامعة " ويسكونسن " بعد دراسة مجموعة من الفئات المختلفة من الجنسين ، تراوحت أعمارهم بين " 57 إلى 60 عاماً " يعانون من مستوياتٍ مختلفةٍ من النشاط الدماغي ، في المنطقة المرتبطة بالأفكار السيئة ، فهم أكثر عرضةً للإصابة بالأمراض ،، كما أظهرت الدراسة بأن المتشائمين تجاه الأحداث المتوترة والسلبية ، يظهرون نشاطاً أكبر في منطقة الدماغ ، التي تعرف بالقشرة قبل الجبهوية اليمني ، في حين يرتبط النشاط الأعلى في القشرة الجبهوية اليسرى بالاستجابات العاطفية الإيجابية ،، وقد لاحظ الباحثون بعد تحليل مجموعةٍ من الأحداث السارة والحزينة والمخيفة ، التي مرت في حياة المشاركين في الدراسة ، بأن العواطف تلعب دوراً مهماً في وظائف أنظمة الجسم ، التي تؤثر على الصحة بشكلٍ عامٍ ،، هذا وحذر أطباء مختصون ، من أن كثرة التفكير ، وإجهاد العقل ، تزيد خطر إصابة الإنسان بأمراض القلب بحوالي الضعف ، وأوضح الباحثون في المركز الطبي التابع لجامعة " دوك الأميركية " بأن الإجهاد الذهني ، والتفكير في مصاعب ومشكلات الحياة اليومية، يصيب الإنسان بالتوتر والإحباط والحزن، وهذا الأمر يضاعف خطر الإصابة " بأسكيميا العضلة القلبية " أو ما يعرف بالفاقة الدموية الاحتباسية ، وهي ضعف توريد الدم إلى القلب ، وعدم وصوله إليه بشكلٍ كافٍ في الساعات التالية ،، ويرى الباحثون بأن المشاعر السلبية تزيد خطر تعرض المصاب بمرض الشريان التاجي ، للإصابة أيضاً " بأسكيميا العضلة القلبية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق