كن متواضعاً كالماء ، هل تستطيع ذلك ؟ نعم كالماء ، وَاسِعَ الصدرِ والأُفُقِ، ألا ترى أنه لا يميّز حين يتساقط بين قصور الأغنياء وأكواخُ الفقراء ! وبين حدائق الأغنياء ، وحقول الفقراء ، كن ليناً كالماء ، يُسْكَبُ في أوعيةٍ مختلفةِ الأشكال والأحجام والألوان ، فيغيّر شكله ، ولكن دون أن يبدّل تركيبه ، نقياً كالماء ،، ألا تـرى بأن البحر طاهـرٌ مطهرٌ لا يكدّره شيءٌ ، ولو رميتَ حجراً سيتكدر سطحه لثوانٍ ، ولكن سرعان مايعود إلى ماكان عليه ! ،، ألا ترى أنه إذا اشتد الحر ، تبخّر الماء ، وانطلق نحو السماء ، وحين يبرد الجو ويلطف ، يتكاثف و يعود إلى الأرض على هيئة قطرات المطر! ،، ألا تـرى كيف تندفع الأمـواج نـحـو الصخور تارة تلو الأخرى ، يوما بعد اليوم ، أسبوعاً بعد أسبوعٍ ، وقرناً بعد قـرنٍ ، حتى تترك آثـارها في الصخر الأصم !،، ألا ترى كم هو لطيفٌ ذلك الندى الذي يظهر كل صباحٍ ، يُدَاعِبُ أوراق النباتات الخضراء ، ويجري بين نسيم الصباح بخفه ، ومتواضعاً كالماء ! ، ألا ترى أنه ينزل من أعالي السماء فوق السحاب ، ويختبئ في أعماق الأرض !،، قال تعالى ( وجعلنا من الماء كل شيءٍ حي أفلا يؤمنونٍ ) " سورة الأنبياء آية 30 " ، فلتأخذ مما خَلَقَه الله درساً مفيداً .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق