الجمعة، 21 يناير 2011

كن فريداً

كُنْ دائماً نَفْسَك , وعبر عن نَفْسِك , وَثِق بِها , ولا تَبْحَثْ عن شخصيةٍ أخرى ناجحة ، واَسعى لِكَي تُصْبِحَ نُسْخَة مُطابقة لها ،، فالفرد العادي يعيش في المجتمع العربي التقليدي ، مُحاطاً من كل جهةٍ بقيودٍ وسلاسلَ فكريةٍ حقيقيةٍ أو خياليةٍ , وعادة ما تكون بعض هذه القيود والسلاسل ، يصنعها التواتر التاريخي الجامد ، إذْ أنه لم يعدْ يأتي من ورائها نفعٌ ، وبعض تلك القيود يخترعها أيضاً بشكل يوميٍ أشخاصٌ تمرسوا في صنع الأقفاص والقيود للآخرين ، ووسط هذا السجن الرهيب , نتعجب كيف للفرد العادي أن يعيش " حياةً طبيعيةً " إذا لم يستطع أن يُعَبرَ عن نفسه ، أو أن يصبح إنساناً فريداً من نوعه تماماً ، كما يحصل للآخرين وبشكلٍ يوميٍ في المجتمعات المتقدمة ، والمحظوظة والناجحة ،، نعتقد بأن أي فردٍ يرغب بأن يشعر بكمال وجــوده الإنساني ، لن يصل إلى تلك المرحلة الإنسانية المنشودة ، مالم يحاول مراراً وتكراراً التخلص من كل ما هو رجعيٌ ومتاخرٌ في حياته من دون كللٍ ، حتى ينجح ، فيصبح مختلفاً عن الآخرين ، ويعكس معدنه الإنساني وطباعه الأصلية ،، ولكي تكون فريداً من نوعك ، يجب أن تكون صادقاً مع نفسك قدر استطاعتك ، وليس أن تنجح فقط في تقليد شخصياتٍ أخرى ناجحةً ،، حاول دائما العثور على ما يميزك عن غيرك , وعادة ما يتواجد هذا الجوهر الإنساني مغلفاً بقرونٍ من الخوف والرهبة والتكاسل وضيـاع الفرص ، ومخفيٌ تحت
رُكـام كـل أنـواع التراكمات الأخلاقية والثقافية ، والتي دمـرت العلاقة الفطرية بين الإنسان ونفسه ، أي بمعنى آخر, يستطيع أي فردٍ متى ماتوفرت لديه العزيمة والرغبة في تحقيق النجاح الإنساني أن يعثر على هويته الإنسانية الحقيقية ، بالبدء في تحطيم أغلال الاعتيادية ، وما هو مألوفٌ من طرق تفكيرٍ عفى عليها تقادم السنين والتبدل الطبيعي لأحوال الحياة البشرية ،، إذْ أن القيد والسلسلة عادةً ما تصبح مع مرور الزمن عضواً من أعضاء الجسد ، التي لا يحس بها الأسير أو الضحية إلا عند التخلص منها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق