السبت، 8 يناير 2011

كن منظماً

رتب حياتك ، وخطط لمستقبلك ،، ابتدأ المحاضر الدورة بسؤالٍ ، أول مرةٍ أسمعه ، ما هو عمر الإنسان ؟ فكانت الإجابة هي أن الإنسان له خمسةُ أعمارٍ ، هي على النحو التالي :

1-     عمره في الحياة الدنيا : وهو مصداق قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( أعمار أمتي بين الستين والسبعين ) .
2-     عمر العَرضِ : وهو يوم الحساب، يوم العرض الأكبر ، يومه كخمسين ألف سنةٍ .
3-     عمر الجزاء : وهو الخلود في الجنة أو النار ، والمسلم لا يخلد في النار .
4-     عمر البرزخ : وهي الفترة من بعد الموت إلى الحشر يوم القيامة .
5-     عمر الذر : وهو عمر التكوين والخليقة في بطن أمه .
وذكر المحاضر أيضاً : بأن الوقت أغلى ما يملكه الإنسان ، واستشهد بدراسةٍ كانت قد عملت في أحد الدول الخليجية ، وهي كيف يقضي الإنسان وقته في حياته ؟ وقاسها على عمر " 70 سنة " ، فاكتشفوا بأن النوم يأخذ ثلاثاً وعشرين سنة من عمر الإنسان ، بينما العمل الذي يقتات منه  " أي الدوام " فيأخذ منه واداً وعشرين سنةً ونصف السنة ، ويأخذ الأكل منه أربعُ سنواتٍ ونصف السنة ، بينما تأخذ المراجعات الحكومية منه سنةً ونصف السنة ، وتأخذ العبادات منه ثلاثُ سنواتٍ ، بينما تأخذ الأعمال المنزلية منه ثلاثُ سنواتٍ ، والزيارات الاجتماعية سنةً ونصف السنة ، بينما تأخذ التنقلات والرحلات منه سنةً ونصف السنة ، والاتصالات عبر الهاتف سنةً ونصف السنة ، وبذلك يصبح عمر الإنسان " 61 سنةً " عاشها في قضاء الاحتياجات الرئيسية ، فماذا تبقى إذاً من 70 سنة ؟ لم يتبقى سوى تسعُ سنواتٍ ، هي لتنمية الذات والإنجازات .
وقد فصل المحاضر في أنواع الوقت قائلاً : إن الوقت نوعان : وقتٌ يصعب تنظيمه، ووقتٌ يسهل تنظيمه ،، فالوقت الذي يصعب تنظيمة ، هو وقت الزيارة الفجائية ، كمرض شخصٍ من قبل الأهل ، أو وفاة شخصٍ ما ،، وقد قسم الوقت الذين يمكن تنظيمه ، وهو المهم، إلى نوعين : وقتُ الخمول ، ووقت الذروة ، فوقت الخمول : هو الوقت الذي يكون فيه الشخص نائماً ، أو في أقل ساعات نشاطه ، وقد وجه بالاستفادة من وقت الذروة ، أي وقت النشاط الذي يمكن الإستفادة منه عن وقت الخمول والكسل ، بمعنى شحن الطاقة الإنتاجية عند الشخص منا ، بحيث يستطيع أن يبدع ويطور مالديه من مهاراته وقدراته وإنتاجياته في العمل والحياة ،، وشرح أيضاً الفرق بين الساعة والبوصلة بسؤال لماذ نتعلم إدارة الوقت ؟ فقال : نتعلم إدارة الوقت لنحقق نتائج أفضل ، ولتحسين العمل والإنتاجية ، ولمعرفة وقت الراحة ووقت العمل ، ولتقدير فترة الراحة ، لكي لا تطغى على العمل ، ولتوفير وقتٍ لتطوير الـذات ، وعدم الانغماس بالعمل الكثير الغير منتجٍ ، ولتحقيق نظرية " استغل وقتك ، يزيد دَخْلَكَ " ، ونقد نظرية شعار " مرسيدس " ، وهي توزيع الوقت إلى ثلاثة أثلاث : وهي ثلثٌ للعمل ، وثُلثٌ للمجتمع ، والثلث الباقي لتنمية الذات ، بل قال : بأن نصف الوقت يكون لتنمية الذات ، والربع للمجتمع ،  والربع الباقي للعمل ،،، وبعد هذه المقدمة في الشرح عن الوقت ، وأهمية تنظيمه قال المحاضر : صناعة النجاح ، تحتاج إلى خطواتٍ ومهاراتٍ ، وتكمن في خمس خطوات ، لترتيب حياتك ، والتخطيط لمستقبلك ، وهي على النحو التالي :
1-     وازن بين أدوارك : ضع كفتي الميزان في توزيع أعمالك وأدوارك في الحياة ، بحيث يكون المهم ، ثم الأهم .
2-     حدد رسالتك وارتبط بها : كن صاحب رسالةٍ في الحياة ، ولا تترك حياتك للعبث والضياع .
3-     حدّد أهدافك : اكتب أهدافك ، واحلم بها ، واذكرها ، واجعلها رفيقة دربك ، وبين ناظريك .
4-     ضع خطة أسبوعية وشهرية : كن منظماً ، ولا تَعِشْ في الفوضى والارتجالية في أعمالك .
5-     واجه التحديات : فالطريق صعب ، ويحتاج لأصحاب العزائم القوية ، وأنت منهم .

شرح وافٍ عن الخطوات الخمس السابقة :

الخطوة الأولى : وازن بين أدوارك :
قف واسأل نفسك : هل تستطيع هذه الأدوار مجتمعة تحقيق رسالتي في الحياة ؟ هل يطغى أحدُ هذه الأدوار على بقية الأدوار ؟ وماهي أدواري الحقيقية في هذه الحياة ؟ إذاً وازِنْ بين أدوارك ، واستعن بإدارة الذات ، فأنت وحدك تعرف ماتحتاج ، وماتريد ،، ابدأ وانطلق على طريق النجاح ، واترك التردد خلفك .

الخطوة الثانية : حدد رسالتك ، وارتبط بها :
كن صاحب رسالةٍ تكن من العظماء ، اجعل رسالتك شموليةً ، ولا تقصرها في جانب ضيقٍ في حياتك ، وقدم فيها لنفسك ولعائلتك ولمجتمعك ولوطنك ، ولا تنسَ آخرتك .

الخطوة الثالثة : حدد أهدافك :
قال المحاضر كلمة أعجبتني،  قال " إن الإنسان متى ما يضيع، فلن يصل إلى هدفه " وذكر مواصفات الهدف الفعال وهو : يجب أن تكون الرسالة محددةً  وواضحةً ، وأن تكون قابلةً للقياس إيجابياً أو سلبياً ، وقابلة للإنجاز ، تلبي احتياجاتي ومتطلباتي ، وأن تكون واقعيةً يمكن تحقيقها ، فأحلام العصافير لا تتحقق ، وأن تكون الرسالة محددةً بزمنٍ معينٍ ، لكي لايمر ربيع العمر هَباءاً منثوراً ،، كما يجب أن يصاحب الرسالة إحساسٌ قويٌ ، وإيمانٌ بإمكانية التحقيق ، والتكرار في ذكر الرسالة ،
قف واسأل نفسك الأن وليس غداً ، أين أنا الأن ؟ وما هو وضعي في الحياة ؟ أين أريد أن أكون ؟ وما هي طموحاتي المستقبلية ؟ وكيف سأبلغ تلك المرحلة ؟ وما هي الوسائل المطلوبة ؟ وما هي النتائج  ؟ وكيف سأعرف أنني حققتُ ما أصبوا إليه ؟ ،، ستكون إجابتك لتلك الأسئلة هي خطواتك الأولى لتحديد أهدافك في الحياة، وستكون من الناجحين بمشيئة الله .

الخطوة الرابعة : ضعْ خطةً أسبوعيةً وشهريةً :
تعلم استراتيجات التخطيط ، وكن ذكياً ، وتعلم من الصقر ، نعم من الصقر ، فنظرة الصقر استراتيجيةٌ وشموليةٌ ، يرى كل شيء من الأعلى ، ويحدد الهدف ، وينظر للمخاطر حوله ، ثم ينقض على فريسته بسرعةٍ وقوةٍ ،، أجل اجعل هدفك كنظرة الصقر ، وحلق في سماء النجاح والمجد ، وكن منظماً في حياتك وشؤون نفسك ، ولا تعشْ في العشوائية والارتجالية ،، ضع خطةً يوميةً ، فيها الخطوط العريضة ، لتحقيق أهدافك ، واكتب خطةً أسبوعيةً ، وتابعها من أجل تحقيق حُلُمِ حياتك ، وهدفك الذي تعيش من أجله ، وراجع خططك الشهرية ، وحاسب نفسك على التقصير ،  وكافئ نفسك ، ولا تنتظر من الأخرين شيئاً ، وقسم الوقت إلى أوقاتٍ ، لتتمكن من التحكم فيه ، ولا تستمع لسارقي الأحلام




الخطوة الخامسة : واجه التحديات :
لاتتخاذل ، ولا تستسلم ، واجه التحديات ، وكن كالجندي في المعركة ، قاتلْ بعزمٍ وقوةٍ وإرادةٍ ، لتحقيق أهدافك وأحلامك في الحياة ، فهذه صفات القادة العظام ، الذين غيروا في التاريخ ، وكان لهم شأنٌ كبيرٌ .
وقبل الوداع قال كلمات أثرت في نفسي ، وشحنت الطاقة الداخلية عندي ، للعمل والحياة ، وهي : اجعل نفسك نـادراً ، ولا تكن رخيصاً ،، واجعل لموتك قيمةً ، ولا تذهب جثةً هامدةً ،، واشتر وقتك ، وأجر أوقات الأخرين لصالحك ، فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك ،، واحذر الإصابة بمرض التسويف ، فهذا غداً سأعمله ، وهذا بعد شهرٍ ، وذاك بعد سنةٍ ،، واحذر لصوص الوقت ، وسارقي الأحلام ،، ولا تضيع وقتك نادماً على فشلٍ في عملٍ ما ، فالفشل بداية طريق النجاح ، وكن متفائلاً ،، وخذ إجازةً ، وكافئ نفسك عندما تنجز أعمالاً هامةً في حياتك ، وحمس نفسك ،، وأنصت لمن حولك بكل اهتمامٍ في المناقشة والحوار ، فعندك أذنين فستغلهما ،، وضع علاماتٍ على مكتبك ، تذكرك بأهدافك ، لكي لاتنسَ وتضيع ،، وتعلم أسرار إطالة العمر ، عندما تحسن عملك ،، وأخيراً ماذا تنتظر ؟ فقد عرفتَ الطريقَ ، فابدأ المسير على بركة الله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق