الخميس، 27 يناير 2011

كن متيقناً

كن متيقناً بالإجابة عند الدعاء ،، فاليقين هو التصديق الجازم الذي لايعتريه ريب ، " أي شكٌ " ، إذْ بلغ به عباد الله الصادقين مراتب عُليا ، ومقاماتٍ رفيعةٍ عند الله تعالي ، لأنهم وقفوا علي حقائق التوحيد لله سبحانه وتعالى دون أدنى ارتياب ، مصدقين بالغيبيات وملتزمين بالعبادات ، يرون التوكل على الله في أمور الحياة مع الأخذ بالأسباب أسمى الغايات ، كما يرون في حسن الأخلاق وجمالها جوهر السلوكيات.

اليقين في أربعة : وجود الله سبحانه وتعالي ، والقرآن الكريم ، والإسلام خاتم الرسالات الإلهية ، والموت ،، ولقد قيل أن هناك ثلاثة أوجه من أعلام اليقين وهي : النظر إلى الله تعالى في كل شيء ، والرجوع إليه في كل أمر ، والاستعانة به في كل حال .

واليقين في جوهره نورٌ يودعه قلب عبده المؤمن ، حيث الصفاء والنقاء والثقة بالله واليقين بما يأتيه من عند الله ، والقرآن العظيم هو قمة اليقين ، كما قال الله تعالى ( وإنه لحق اليقين ) " سورة الحاقة آية 51 " ،، وباليقين صارت أحوال المؤمنين الصادقين خير ،، واليقين بالله في كل شيء هو من استمدادات الولاية الواضحة .

واليقين بهذا المعنى هو استقرار العلم الذي لا ينقلب ولا يحول ولا يتغير في القلب ، قال ابن عطاء " على قدر قربهم من التقوى أدركوا ما أدركوا من ا ليقين ، وأصل التقوى مباينة النهى ، ومباينة النهى مباينة النفس ، فعلى قدر مفارقتهم للنفس وصلوا إلى اليقين ، وابتداء اليقين هو ا لمكاشفة ، وصحة اليقين في ثلاث : سكون القلب إلى الثقة بالله تعالى ، وإنفاذ أمر الله تعالى ، والوجل من سابق العلم ،، ولليقين أول وأخر : فأوله الطمأنينة ، وأخره إفراد الله تعالى بالكفاية " قال تعالى ( أليس الله بكاف عبده ) " سورة الزمر آية 36 " ، وقال تعالى ( يآأيها النبى حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين ) " سورة الأنفال آية 64 " ،، والحسب هو الكافي ، والمكتفي هو العبد الراضي ،، واليقين سببه التيقظ ، والشك سببه الغفلة .
إن اليقين في جوهره ، هو نـورٌ يـودعـه الله قلب عبده المؤمن ، فيشهد الحقيقة كلها ، ويشعر بالصدق مما يشهده والإيمان الكامل بما يراه ، ويعاينه من فضل الله وإحسانه ، مما يقوده إلى التصديق المتكامل الموصل إلى اليقين الذي لا ريب فيه ،، ونجد مثل هذا الإنسان الموقن يتصرف ويتفاعل مع كل شيء بإيمان وإيقان كلى لا يهتم بتصديق أو تكذيب غيره له ، فهو إنسانٌ واضحٌ مؤمنٌ موقنٌ بما يفعله يتمتع بالصفاء والنقاء والثقة بالله واليقين بما يأتيه من عند الله .

وختاماً ،، إن اليقين هو الثقة الكاملة المطلقة بالله تعالى ، والثقة بالله تورث اللجوء إليه وحده في كل أمر ، واللجوء إليه وحده يعنى قمة العبودية لله الواحد القهار ، القادر على كل شيء ،، الرحمن الرحيم ، رب العرش العظيم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق