السبت، 8 يناير 2011

كن نافعاً

كن نافعاً أينما كنتَ ، أقسم الله في كتابه العزيز ، فقال سبحانه ( والعصرِ * إن الإنسان لفي خُسْرٍ ) " سورة العصر آية 1 ـ 2 " ، ثم أوضح الله في السورة ، بأن العباد خاسرون ، إلا من اتصف بأربع صفاتٍ ، فقال جل شأنه ( إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) " سورة العصر آية 3 " ، وهذا شاملٌ لأفعال الخير كلها ، الظاهرة والباطنة ، وكذا بالإيمان والعمل الصالح ، والتواصي بالصبر على طاعة الله ، وعن معصية الله ، وعلى أقدار الله المؤلمة ، فبالأمرين الأولين يكمل الإنسان نفسه ، وبالأمرين الآخرين يكمل غيره ، وباكتمال هذه الصفات الأربع ، يكون الإنسان قد سلم من الخسارة ، وفاز
بالربح العظيم ،، فنجاة الإنسان موقوفةٌ على سعيه في نفع الآخرين ، ونصحهم وتوصيتهم بالحق والصبر ، قال الله تعالى ( وافعلوا الخير لعلكم تفلحون ) " سورة الحج آية 77 " ، وقال سبحانه عن أصفيائه ( وأوحينا إليهم فِعْلَ الخيراتِ ) " سورة الأنبياء آية 73 " .
كن نافعاً أيها المسلم أينما كنت ، فقد أمر الله بالإحسان في كتابه ، فقال جـل شأنه ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان ) " سورة النحل آية 90 " ،، وقال تعالى ( للذين أحسنوا في هـذه الدنيا حسنةً ) " سورة النحل آية 30 " ،، وقـال سبحانه ( إنْ أحْسَنتمْ أحسنتمْ لأنفسكم ) " سورة الإسراء آية 7 " ،، أحسِنْ للناس وانفعهم بشتى أنواع النفع ، فالنبي صلى الله عليه وسلم ، اخبر بأن أحب الناس إلى الله ، أنفعهم للناس ، فقال عليه الصلاة والسلام ( خير الناس أنفعهم للناس ) ، وكذلك أنفعهم بالإحسان بالمال والجاه ، لأن الناس عبادُ اللهِ ، فنفعهم نعمةٌ ، يسديها الإنسان ، ويدفع عنه نقمةً ، ويرتفع شرفاً وقدراً بدفع الآخرين ،، قال ابن القيم رحمه الله " وقد دل العقل والنقل والفطرة وتجارب الأمم ، على اختلاف أجناسها ومللها ونحلها ، على أن التقرب لرب العالمين ، والبر والإحسان لخلقه ، من أعظم الأسباب الجالبة لكل خيرٍ ، وإن أضدادها من أكبر الأسباب الجالبة لكل شرٍ ، فما استجلبت نِعَمُ الله تعالى ، واستدفعت نقمه ، بمثل طاعته والإحسان لخلقه ، وهذا من أعظم الأسباب الجالبة لكل خيرٍ ، وأن أضدادها من أكبر الأسباب الجالبة لكل شرٍ " ، فكل معروف تبذله يا أخي للناس ، فهو صدقةٌ ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( كل معروفٍ صدقةٌ ) ، وقال عليه الصلاة والسلام ( على كل نفس في كل يوم طلعت فيه الشمس صدقةٌٌ منه على نفسه ، قال أبو ذر : يا رسول الله ، من أين أتصدق وليس لنا أموالٌ ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : إن من أبواب الصدقة التكبير ، وسبحان الله ، والحمد لله ، ولا اله إلا الله ، واستغفر الله ، وتأمر بالمعروف ، وتنهى عن المنكر ، وتعزل الشوكة عن طريق الناس ، والعظم والحجر ، وتهدي الأعمى ، وتسمع الأصم والأبكم ، حتى يفقه ، وتدل المستدل على حاجةٍ له قد علمت مكانها، وتسعى بشدة ساقيك لاللهفان المستغيث ، وترفع بشدة ذراعيك مع الضعيف ، كل ذلك من أبواب الصدقة منك على نفسك ، ولك في جماع زوجتك أجر ، قال أبو ذر : كيف يكون لي أجر في شهوتي ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرأيت لو كان لك ولد فأدرك ورجوت خيره فمات أكنت تحتسب به ؟ قلت : نعم ، قال : فأنت خلقته ؟ قال : بل الله خلقه ، قال : فأنت هديته ؟ قال : بل الله هداه ، قال : فأنت ترزقه ؟ قال : بل الله كان يرزقه ، قال : كذلك فضعه في حلاله وجنبه حرامه ، فإن شاء الله أحياه ، وإن شاء الله أماته ، ولك أجرٌ ) " صححه الألباني رحمه الله ، في السلسلة الصحيحة " .

            إن من أعظم الصدقات أداء حقوق الإخـوة ، قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم ( حق المسلم على المسلم خمسٌ : رد السلام ، وعيادة المريض ، واتباع الجنائز ، وإجابة الدعوة ، وتشميت العاطس ) ، فياأخي : إن كل خطوةٍ تخطوها إلى الصلاة صدقة ، ياعبد الله : إذا رفعت متاع صاحبك على سيارته وحملته عليها منفعة للآخرين ، فهذه صدقة ،، عن البراء بن غازبٍ رضي الله عنه قال ( أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بسبعٍ : بعيادة المريض ، واتباع الجنازة ، وتشميت العاطس ، وإبرار المقسم ، ونصرة المظلوم ، وإفشاء السلام ،  وإجابة الداعي ) ، لذا لاينبغي للمسلم بأن يحتقر معروفاً ، مهما كان قليلاً ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لاتحقرن من المعروف شيئاً، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلقٍ ) " رواه مسلم " ، فالوجه الطلق نفع متعدي ، يدخل السرور على أخيك ، وهو صدقة في ميزان حسناتك يوم القيامة ،، والأجر في نفع المسلمين عظيمٌ ، فقد جاء في الصحيحين ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من كان في حاجة أخيه ، كان الله في حاجته ، ومن فرج عن مسلمٍ كربةً ، فرج الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة ، ومن ستر مسلماً ، ستره الله يوم القيامة ، والله في عون العبد ، ما دام العبد في عون أخيه ) ،، فيا أخي : من نَفََّسَ عن مؤمنٍ كربةً من كرب الدنيا ، نفس وفرج وأزال وكشف الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة ، والجزاء من جنس العمل ، ومن يسر على معسرٍ ، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر مسلماً ، ستره الله في الدنيا والآخرة ، بعدم فضحه بإظهار عيوبه ، ومن نَفَّسَ عن مسلم كربةً ، أي كربةً صغيرةً كانت أو كبيرةً ، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، أي من كان ساعيا في قضاء حاجةٍ لأخيه ، فإن الله سيقضي له حاجته ،، ففي الحديث السابق ، فضل عون الأخ لأخيه على أموره ، وفيه إشارة إلى أن المكافأة عليها بجنسها من العناية الإلهية ، وإشارةٌ لفضل قضاء حوائج المسلمين، ونفعهم بما تيسر من عـلـمٍ ، أو مـالٍ ،ٍ أو معاونةٍ ، أو إشارةٌ بمصلحةٍ ، أو نصيحةٍ ، أو غير ذلك، وربما رأيٌ يساوي الملايين أحياناً ، فواحدٌ يعطيك رأياً لايقدر بثمنٍ ، وهذا من النفع ، والإشارة بالمصلحة والنصيحة ، وفضل الستر على المسلمين ، وفضل إنظار المعسر ، وفضل المشي في حاجة الإخوان .
            إن أحب الناس إلى الله ، أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل ، سرورٌ تدخله على مسلمٍ ، أو تكشف عنه كربةً ، أو تقضي عنه ديناً ، أو تطرد عنه جوعاً ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك ( ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجةٍ ، أحب إليّ من ستر الله عورته ) ، وقال صلى الله عليه وسلم ( ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجةٍ حتى أن أعتكف في هـذا المسجد شهراً ـ أي المسجد النبوي ، مسجد المدينة ـ ومـن كـف غضبه
يثبتها له ، أثبت الله تعالى قدمه ، يوم تزول الأقدام ويوم تزل الأقدام ) " حديث حسن " ،، والصراط الذي سنقطعه كلنا إذا متنا على الإسلام ، أدق من الشعرة ، وأحد من السيف ، فهل تريد أن تثبت قدمك على الصراط ؟ إذاً امشي في حاجة أخيك المسلم حتى تنهيها له ، وتقضيها وتثبتها له ،، تصوروا أيها الإخوة : السلف الذين كانوا لايرون لأنفسهم فضلاً على صاحب الحاجة ، بل يرون الفضل لصاحب الحاجة الذي علقها بهم ، قال ابن عبـاس رضي الله عنهما " ثلاثة لاأكافئهم : رجلٌ بدأني بالسلام ، ورجلٌ وَسَعَ لي في المجلس ، ورجلٌ اغبرت قدماه في المشي إلي إرادة التسليم علي ، وأما الرابع فلا يكافئه عني إلا الله عز وجل، رجل نزل به أمرٌ، فبات ليلته يفكر بمن ينزله " { أي شخصٌ مضطرٌ ، يطلب مَنْ يقضي له حاجته } ، ثم رآني أهلاً لحاجته ، فأنزلها بي " ،، قال ابن القيم رحمه الله في وصف شيخ الإسلام ابن تيمية " كان شيخ الإسلام يسعى سعياً شديداً لقضاء حوائج الناس " ،، وكان علي بن الحسين رحمه الله ، يحمل الخبز لبيوت المساكين في الظلام ، وكان أناسٌ من أهل المدينة يعيشون ، ولا يدرون من أين معاشهم ، فلما مات علي بن الحسين فقد المساكين وأهل المدينة ذلك الذي كان يأتيهم بالليل ،، ويكفينا ياأخوة الدين بأن نقول : إن السعي في نفع الخلق من صفات النبي صلى الله عليه وسلم ، و أخلاقه ، وقد استدلت زوجة خديجة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم ، بأن ماحصل في غار حراءٍ لا يمكن أن يكون شراً ، فقد استدلت بِخُلُقْ النبي عليه الصلاة والسلام ، فقالت : كلا هذا ليس شراً ، أبشر ، فوالله لا يخزيك الله أبداً ، فوالله إنك لتصل الرحم ، وتصدق الحديث ، وتحمل الكَلَّ ، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف ، وتُعِينُ على نوائب الحق ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً ، إذا سُئِلَ عن حاجةٍ ، لم يـرد السائل عن حاجته ، قال جابرٌ رضي الله عنه { ماسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط ، فقال : لا } " البخاري في المفرد ، ومسلمٌ في الفضائل " ،، وقد شابه الصديق نبيه في صفاته ، حتى وصفه بذلك رجلٌ من المشركين ، وليس من المسلمين ، نعم واحدٌ من المشركين ، شهد للصديق بأخلاقٍ مثل أخلاق صاحبه .
            نستنتج من قول أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها للرسول صلى الله عليه وسلم ، بأن صلة الـرحـم معروفةٌ ، فالإحسان للأقـارب مـن جهة الوالدين بالقول والفعل ، وقولها " وتحمل الكَلَّ " : والكَلّ أصله الثقل ، وهو كل على مولاه ، ويدخل في هذا : الإنفاق على الضعيف ، واليتيم ، والعيال ، وغير ذلك ، وهو من الكلال ، وهو الإعياء ، أما قولها " وتكسب المعدوم "  أي كسبتَ الرجل ، و أكسبته مالاً ، لغتان تكسبه مالا تعطيه ، مالا تكسب المعدوم ، وتكسب غيرك المال المعدوم، أو تعطيه إياه ، تبرعا ويجد الناس عندك مالا يجدون عند غيرك،
من نفائس الفوائد ومكارم الأخلاق ، أو أنك تكسب المال المعدوم ، وتصيب منه مايعجز غيرك عن تحصيله ، ثم تجود به في وجوه الخير ، و أبواب المكارم ، والرجل المعدم الفقير كالمعدوم الميت ، لأنه لايتصرف في المعيشة كتصرف غيره ، وقولها " وتَقْري الضيف " : أي تكرمه ، فيقال للطعام المقدم للضيف قِراً ، وقولها " وتعين على نوائب الحق " : جمع نائبة ، وهي الحادثة ، ومايحدث للناس من المصائب .
            استنبط بعض العلماء من هذا الحديث : بأن من كانت فيه منفعةٌ متعديةٌ للناس ، لايُمَكَنْ من الانتقال عن البلد إلى غيره ، بغير ضرورةٍ راجحةٍ ، ولو أراد أن يخرج من هذا البلد لوقفنا ضده ومنعناه ، وأخبرناه بأنك رجلٌ تنفع الناس ، فابقى  في البلد ، فالناس يحتاجونك ، وما استنبطه بعض العلماء مهمٌ جداً ، في تقرير انتقال بعض الدعاة ، وطلبة العلم من البلدان التي صار لهم شأنٌ فيها وتأثيرٌ ، وهو أمرٌ مهمٌ جداً ، فيجب منعهم من الخروج ، ونصحهم بالعدول عن فكرتهم بالخروج ، لعموم نفعهم للمسلمين وانتشاره ،، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم ، كل مسلمٍ يستطيع أن ينفع أخاه المسلم بأي وجه من وجوه النفع ، بأن ينفعه ، فقال عليه الصلاة والسلام ( من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل ) " رواه مسلم " ، طَبْعُ الـمـؤمـن كالنخلة ، وكالنحلة بنقطةٍ ومـن غـيـر نقطةٍ ، فنخلةٌ لايسقط ورقها صيفاً ولا شتاءاً ، فتمدنا بالرطب ، ويفيدنا سعفها ، وتمدنا بالظل صيفاً وشتاءاً ،، وكالنحلة أيضاً ، متعددة المنافع، آثارها فيها العلاج النافع للناس ،، إن السعي فيما ينفع الناس من أسباب دخول الجنة، والنجاة من النار ، فقد روى البيهقي ، عن أبي ذرٍ الغفاري رضي لله عنه قال ، قلت يارسول الله : ماذا ينجي العبد من النار ؟ قال ( الإيمان بالله ، قلت : يا رسول الله إن مع الإيمان عملا ؟ قال : يرضخ مما رزقه الله ، قلت يا رسول الله : أرأيت إن كان فقيراً لا يجد ما يرضخ به ، قال : يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، قلت يا رسول الله : أرأيت إن كان لايستطيع أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، قال : يصنع لأخرق ، قلت : أرأيت إن كان أخرقاً لايستطيع أن يصنع شيئاً، قال : يعين مظلوماً ، قلت : أرأيت إن كان ضعيفاً لا يستطيع أن يعين مظلوماً ، قال : ماتريد أن تترك في صاحبك من خيرٍ ، ليمسك أذاه عن الناس ، فقلت يا رسول الله : إذا فعل ذلك دخل الجنة ؟ قال : مامن مـؤمـنٍ يطلب خصلةً من هذه الخصال إلا أخذتْ بيده حتى تدخله الجنة ) " صححه الألباني في صحيح الترغيب " ،، فيا أخي المسلم : أمسك عن الشر ، صدقةٌ منك على نفسك في كل وقتٍ وكل حينٍ ، واعتزله للأبد ، ولا تعد له ، بهذا الفعل تمسك عن الشر .

لما سُئِل النبي – عليه الصلاة والسلام : أي الأعمال أفضل ؟ قال ( إدخالك السرور على مؤمن ، أشبعتَ جوعتهُ ، أو كسوتَ عورتهُ ، أو قضيتَ له حاجةً ) " حديثٌ حسنٌ " ، فهذا العمل دليلٌ وسببٌ أكيدٌ على خيرية هذه الأمة ، على ما سواها من الأمم ، فهي أنفع الأمم لغيرها ، وهذه الأمة تنفع غيرها بأشياءٍ كثيرةٍ ، في مقدمتها : هداية الأمم الأخرى للإسلام ، ومايترتب على ذلك ، من دخولهم الجنة ، ونجاتهم من النار ، قال أبو هريرة رضي الله عنه في تفسير قـول الله تعالى ( كنتم خيرَ أمـةٍ أُخرجتْ للناس ) " سورة آل عمران آية 110 " ، قال : خير الناس للناس ، تأتون بهم بالسلاسل في أعناقهم ، حتى يدخلوا الإسلام ،، وهناك في مسألة النفع موازين وأفضلياتٍ ، فمن ذلك : أن أبا ذر لاحظ المواقف المتعددة له في قضية النفع وعمل الخير ، والأسئلة حول الموضوع سؤاله النبي صلى الله عليه وسلم ( أي العمل أفضل ؟ قال : إيمانٌ بالله ، وجهادٌ في سبيله ، قلت : فأي الرقاب أفضل ؟ قال : أعلاها ثمناً ، وأنفسها عند أهلها ، قلت : فإن لم افعل ، قال : تعين ضائعاً ، أو تصنع لأخرقٍ ، قلت : فإن لم أفعل ، قال : تدع الناس من الشر ، فإنها صدقة تتصدق بها على نفسك ) فالضائع في الضياع: وهو الذي عنده فقراءٌ وعيالٌ ، والأخرق : هو الذي لا صنعة له ،، وأوجه النفع كثيرةٌ جداً ، فكلما كان العمل أنفع للعباد ، كان أفضل عند الله سبحانه وتعالى ، ولذا كان الجهاد في سبيل الله من أفضل الأعمال ، لأن الجهاد سببٌ في فتح البلاد ، ودخول الإسلام لها ، ودخول الناس في الدين أفواجاً ، وفي الجهاد إذلال الكفر ، وحماية حوزة الدين ، وحفظ حرمات المسلمين ، ورعاية الثغور ، وحراسة الحدود ،، ومما يتعدى نفعه : الحراسة في سبيل الله ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( عينان لا تمسهما النار : عينٌ بكت من خشية الله ، وعينٌ باتت تحرس في سبيل الله ) ، ولأن هاتين العينان لاتمسهما النار ، حرص الصحابة على الحراسة في سبيل الله ، لأنه عملٌ متعددٌ نفعه للمسلمين ، ولأن فيه حراسةٌ للمسلمين ، وكف الشر عنهم ،، ففي غزوةٍ من الغزوات ، نزل النبي صلى الله عليه وسلم في شعبٍ من الشعاب وقال " من رجلان يكلآنا في ليلتنا هذه من عدونا ؟  فقال رجلٌ من المهاجرين ورجلٌ من الأنصار : نحن نكلؤك يا رسول الله ) ، فخرجا إلى ثَمِ الشِّعْب ، ثم قال الأنصاري : أتكفيني أول الليل ، وأكفيك آخره ؟ أم تكفيني آخره ، وأكفيك أوله ؟ فقال المهاجري : بل اكفني أوله ، وأكفيك آخره ، فنام المهاجري وقام الأنصاري يصلي فافتتح سورة من القران فبينما هو يقرأ ، جاءه رجلٌ من المشركين ، فانتزع له بسهمٍ ، ووضعه فيه وهو قائم يقرأ في السورة التي هو فيها ، فلم يتحرك كراهية أن يقطعها، ثم عادله بسهم آخر فوضعه فيه، فانتزعه فوضعه وهو قائم يصلي ، ولم يتحرك كراهية أن يقطعها ، ثم عادله الثالثة بسهمٍ ، فوضعه فيه ، فانتزعه ، فوضعه وهو
يصلي ، ثم ركع ، فسجد ، ثم قال لصاحبه : اقعد ، فقد أوتيت ، فجلس المهاجري فلما رآهما المشرك هرب وإذا الأنصاري يموج دماً من رميات هذا المشرك ، فقال له أخـوه المهاجري : يغفر الله لك ، ألا كنتَ آذنتني أول ما رماك ، فقال : كنتُ في سورةٍ من القرآن ، قد افتتحتها أصلي بها ، فكرهت أن اقطعها ،  وأيم الله ، لولا أن أضيع ثغراً أمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظه ، لقطع نفسي قبل أن أقطعها . أنا مستعد أموت ولا اقطع سورة " .
إن من أعظم العبادات المتعدية النفع ، إن لم تكن أعظمها على الإطلاق : تعليم الناس العلم ، والدين ، والشريعة ،، وثواب من علم الناس الخير عظيمٌ جداً ، ومن ذلك : أن له مثل ثواب من عمل بذلك العلم ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من علم علماً ، فله أجر من عمل به لا ينقص من اجر العامل ) " رواه ابن ماجه ، وهو حديثٌ حسنٌ " ، وقال عليه الصلاة والسلام ( خيركم من تعلم القران وعلمه ) " رواه البخاري " ، والجامع بين تعلم القران وتعليمه ، مكملٌ لنفسه ولغيره في نفعٍ ذاتيٍ ، ونفع متعدٍ ، وهو داخلٌ في قوله تعالى ( ومن أحسنُ قولاً ممن دعآ إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين ) " سورة فصلت آية 33 " والدعاء إلى الله يقع في أمورٍ ، ومن ذلك تعليم القران ، وقد ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم ، مثلاً جميلاً لهذا الذي يعلم الناس الخير ، فشيهه بالغيث الكثير ، الذي أصاب أرضاً ، فقبلت الماء ، وأنبتت الكلأ والعشب الكثير ، وكانت المكافأة للذي يعلم الناس العلم ، ويعلم الناس الخير ، عظيمةً جداً ، إذْ أن الله تعالى جعل أهل السماوات ، و أهل الأرض ، يستغفرون لمن يعلم الناس الخير ، وألهم الله تعالى أنواع الحيوانات ، الكبير منها والصغير ، من النملة إلى الحوت ، طريقة الاستغفار للعالِم ، فقال عليه الصلاة والسلام ( إن الله وملائكته و أهل السماوات والأارضيين ، حتى النملة في جحرها ، وحتى الحوت ، ليصلون على معلم الناس الخير ) " حديثٌ حسنٌ " .
            فيا أخي المسلم : تأمل وتفكر ، كم نوعاً من السمك في البحار ؟ وكم سمكةً ؟ وكم نوعاً من البهائم ؟ وكم نوعاً من الحيوانات ؟ وكم نوعاً من الطيور ؟ وكم طيراً ؟ كل هذا العدد الهائل ، يدعو لمن يعلم الناس الخير ، لأن نفعه يصل للآخرين نفعاً متعدياً ،، فكر في هذا الأمر العظيم ، إن هذا الحديث كافٍ جداً لتحميس ودفع الناس لتعليم الآخرين الخير ، تَعَلَّم وَعَلِّم ، لماذا كان العالِم يستغفر له من في السماوات ومن في الأرض ؟ يقول النبي عليه الصلاة والسلام ( وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض ، حتى الحيتان في الماء )، فلو قال قائل : لماذا تستغفر الحيوانات للعالِمِ ؟ فأجيبه بالآتي :
·   كرامةً من الله ، لمن حمل العلم الشرعي بين جنبيه .
·   أن نفع العالم قد تعدى ، حتى انتفعت به الحيوانات ، فشكرت الحيوانات هذا التعليم النافع لها لهذا المعلم ، فألهمها الله الاستغفار له دائماً ، أهل السماوات و أهل الأرض .

ومن العبادات المتعدية : الآذان ، ولذلك كان فضله عظيماً  ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( يغفر الله للمؤذن ماانتهى أذانه ، ويستغفر له كل رطبٍ ويابسٍ سمع صوته )، فكيف بالإمام والخطيب المحتسب أيضاً ،ً الذي لا يأخذ أجره ، وكذا النصيحة للمسلمين ، ألم يقل النبي عليه الصلاة والسلام ( الدين النصيحة ) ، فما هي النصيحة لهم ؟
·   الذب عن أموالهم وحماية أعراضهم وهكذا كل أنواع النصيحة .
·   تعليمهم ما يحتاجون من أمر دينهم ودنياهم .
·   إرشادهم لمصالحهم في آخرتهم ودنياهم .
·   توقير كبيرهم رحمة صغيرهم .
·   ستر عوراتهم سد خلتهم .
·   دفع المضرة عنهم .
·   تخولهم بالموعظة .
·   جلب المنفعة لهم .
·   محبة الخير لهم .
·   ترك غشهم .

إن نَفْعُ المسلمين يمكن أن يكون بالدعاء لهم في صلاة الجنازة ، ونحن بدورنا ندعوا للأحياء والأموات في صلواتنا وعباداتنا ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( من دعا لأخيه بظهر الغيب ، قال الملك الموكل به : آمين ولك بمثله ) ،، وكذلك من ضمن النفع المتعدي : نصرة المظلوم والظالم ، فنصرة المظلوم : أن تقف بجانبه في محنته ، وتكشف الحقائق والبراهين للناس التي تدل على أنه مظلومٌ ، ومهضوم الحق ، أما نصرة الظالم ، فتكون بحجزه ومنعه من الظلم ، فذلك من نصرته ، قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من رد عن عرض أخيه ، رد الله عن وجهه النار يوم القيامة ) ،، ومن أعظم النفع المتعدي : الإصلاح بين المتخاصمين ، قال تعالى ( لاخـيـرَ فـي كثيرٍ من نجواهم إلا من أمـر بصدقةٍ أو معروفٍ إو إصلاحٍ بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً ) " سورة النساء آية 114 " ،،  قـال الشيخ العلامة السعدي رحمه الله " لا خير في كـثـيـر 
مما يتناجى به الناس ويتخاطبون ، وإذا لم يكن فيه خيرٌ ، فإنه لا فائدة منه ، فهو إما كفضول الكلام المباح الذي لا فائدة منه ، أو كالكلام المحرم بجميع أنواعه ، الذي ينتج عنه الشر والمضرة المحضة ، ثم استثنى الله تعالى من ذلك كله من أمر بصدقةٍ أو معروفٍ أو إصلاحٍ بين الناس ، فقال سبحانه ( إلاّ من أمر بصدقةٍ أو معروفٍ أو إصلاحٍ بين الناس ) " سورة النساء آية 114 " ، أي من مالٍ ، أو علمٍ ، أو أي نفعٍ كان ،، أو معروفٍ : وهو الإحسان والطاعة ، وكل ماعرف في الشرع والعقل حسنه ،، ومعنى ( أو إصـلاح بين الناس ) : الإصلاح لايكون إلا بين متنازعين متخاصمين ، والنزاع والخصام والتغاضب ، يوجب من الشر والفرقة مالا يمكن حصره ، فلذلك حث الشارع على الإصلاح بين الناس في الدماء والأموال والأعـراض ، بل وفي الأديان ، قال تعالى ( واعتصموا بحبل اللهِ جميعاً ولا تفرقوا ) " سورة آل عمران آية 103 " ، وقـال سبحانه ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ) " سورة الحجرات آية 9 " ، وقال تعالى ( والصلح خيرٌ ) " سورة النساء آية 128 " .
إن من النفع المتعدي : بذل المال ، فمالك الذي تبذله عن طريق صدقتك ، يزداد وينمو ، ويبارك الله فيه ، قال صلى الله عليه وسلم ( ما نقص مال عبد من صدقة ) ، وإذا كان في سبيل الله بسبعمائة ضعفٍ ، إلى أضعافٍ كثيرةٍ ، كذلك نفعك الله فيه ، في القبر والآخرة ، قال عليه الصلاة والسلام ( إن الصدقة لتطفئ على أهلها حر القبور ) ،، وقال صلى الله عليه وسلم ( وإنما يستظل المؤمن يوم القيامة بظل صدقته ) ،، لما فقه الصحابة هذا ، جادوا بأنفَسِ أموالهم ، بسخاوة نفسٍ ، فتصدق أبـو طلحة بأحسن مـالـه ، وهـو بـسـتـانٌ ببيرحاء ، ( وأبو الدحداح اندفع لما نـزل قـول الله تعالى ( مـن ذا الـذي يُقرِضُ الله قـَرضـاً حسناً فيضاعفه له ) " سورة الحديد آية 11 " ، قال أبو الدحداح : يارسول الله ، وإن الله ليريد منا القرض ؟ قال : نعم يا أبا الدحداح ، قال : أرني يدك يا رسول الله ، فناوله يده ، فقال : إني أقرضت ربي حائطي ، وكان له حائطٌ فيه ستمائة نخلة داخل بستانه ، ويسكن فيه زوجته أم الدحداح مع أولادهما ، فجاء أبو الدحداح بعدما تصدق بالبستان، وقال : يا أم الدحداح، قالت : لبيك ، قال : اخرجي ، فإني قد بايعتُ ربي عز وجل ، فقالت : ربح البيع أبا الدحداح ، ربح البيع ) ، لذلك مانسي النبي عليه الصلاة والسلام هذا لأبي الدحداح ، فعندما مات أبو الدحداح ، وصلى على جنازته، اخبر النبي عن كثرة الأغصان المعلقة له في الجنة ، فقد روى مسلمٌ ، عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال ( صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابن الدحداح ، ثم أتى بفرس عري ونحن نمشي حوله فقال : كم من عذق معلق أو مدلا في الجنة لابن الدحداح ) ، { كم من عذق " أي غصن نخلة " ، والعذق هو النخلة بكاملها } .
إن قسمة الأرزاق بين الخلائق ، والمفارقة بينهم في ذلك ، وتثبيت نِعَمِ عند الناس ، ونزعها من آخرين ، فيه علاقةٌ في أمورٍ خفيةٍ ، لأشياء يقوم بها هؤلاء ويقصر فيها ، خذ هذه اللطيفة من اللطائف في أقدار الله تعالى ، يقول النبي عليه الصلاة والسلام ( إن لله أقواماً اختصهم بالنعم لمنافع العباد ، يقرهم فيها مابذلوها – يعني يديم عليهم النعمة ماداموا يبذلونها في منفعة الخلق – فإذا منعوها نزعها منهم ، فحولها إلى غيرهم ) ، وفـي روايـةٍ للطبراني ( إن لله عند أقوام نعماً ، يقرها عندهم ، ماكانوا في حوائج الناس ، مالم يَمَلوا ، فإذا مَلُوا نقلها إلى غيرهم ) " حسنهما في صحيح الترغيب " ،، والنبي عليه الصلاة والسلام ، حتى يعلمنا مجالاتٍ أخرى أيضاً في قضية نفع الناس ونفع الخلق ، قال صلى الله عليه وسلم ( من كان معه فضل ظهرٍ فليعد به على من لا ظهر له ، ومن كان له فضلٌ من زادٍ ، فليعد به على من لا زاد له ، وذكر من أصناف المال ما ذكر حتى رأينا أنه لاحق لأحد منا في فضلٍ ) " رواه مسلم " ،، وقال عليه الصلاة والسلام ( ما من مسلم يقرض مسلماً قرضاً مرتين ، إلا كان كصدقة مرةٍ ) ، فـإذا كـان من أقرضته مُعْسِراً ، فأنظره وأمهله ، فالله سيتجاوز عـنـك يوم القيامة ، ويقول لملائكته : نحن أحق به من هذا منه ، قال صلى الله عليه وسلم ( من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة ، فلينفس عن معسرٍ أو يضع عنه ) " رواه مسلم " ، وقال عليه الصلاة والسلام ( من أراد أن تستجاب دعوته ، وأن تكشف كربته ، فليفرج عن مُعْسِرٍ ) " قال الهيثمي : رواه احمد ورجاله ثقات " ، وإذا قضيتَ ديناً عن ميتٍ ، نفعته بعد الموت ، وبردتَ جلدتهُ في قبره ،، إن هذه الأمور التي فيها نفع الخلق ، من أسباب النجاة من مهالك الدنيا ، ومن سوء الخاتمة ، قال عليه الصلاة والسلام ( صنائع المعروف تقي مصارع السوء ) ، وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً ( أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة ) ،، فكم ياترى سيكون لمن ينفق المال ليبني المساجد من الخير ؟ إذْ بعمله هذا يُمَكنُ الناسَ من الصلاةِ والذكرِ والاعتكافِ فيه ، وإقامة حلقات العلم والقرآن ، وفي باني المساجد يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( من بنى لله مسجداً ، بنى الله له بيتاً في الجنة ) ،، ومن أبواب النفع : صلة الرحم ففيها من النفع مالله يه عليمٌ في الدنيا والآخرة ، وإطعام الطعام كذلك ، من أسباب دخول الجنة ، و إماطة الأذى عن الطريق ، فيه منفعةٌ للمسلمين ، وربما يدخل المسلم الجنة ، ويثاب على كل نفع أسداه ، ولو لحيوان ، كالرجل الذي دخل الجنة في كلب سقاه فحصل له من الأجر الكبير والوفير، وقد فضل بعض العلماء الزراعة على الصناعة والتجارة ، لأن فيه نفعٌ للناس ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( لا يغرس المسلم غـرسـاً ، فيأكل منه إنسانٌ ولا دابـةٌ ولا طيرٌ ، إلا كان له صدقةٌ إلى يوم القيامة ) .
وأخيراً ، سنستعرض بسرعةٍ ، مشاريع فيها نفعٌ متعدي ، وأشياء نوصي بها ، وذلك ختاما لهذا الموضوع ، على النحو التالي :
§   التعاون مع عمدة الحي ، لإزالة المنكرات ، وإيصال الخبر ، والتعاون مع الجهات المسئولة لمكافحة أي منكرٍ ، أو رفع ظلمٍ ، أو منع جريمةٍ ، كرجال الأمن ، ومكافحة المخدرات ، وغيرهما ، والقضاء على شرورٍ كثيرة ، حينها سينالك من الأجر الكثير من الله تعالى ، لقاء هذا التعاون الخيري .
§   قم بزيارة الأيتام أو دار الأيتام ، والتهين عليه ، والمسح على رأسه ، وكفالته إن أمكن ، فأنت وكافل اليتيم في الجنة ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( أن وكافل اليتيم كهاتين في الجنة ، وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى ) .
§   قم بإتاحة الفرصة للناس ، للاستفادة من المشايخ والدعاة ، بعقد الحلق ، و إقامة المخيمات ، وتنظيم المحاضرات ، وتنسيق برامج الاستفتاء على الهاتف ، بين أهل الحي وعامة الناس وطلاب المدرسة ، وبين العلماء وطلبة العلم .
§   مساعدة المسنين ، ومد يد العون لهم ، وكذلك مساعدة أعمى البصر ، ليعبر الطريق ، وإرشاد من يوقفك ، ليسألك عن عنوانٍ معينٍ ، أو جهةٍ معينةٍ ، لتدله عليه ، وترشده إليه ، ولك من الأجر مالله به عليمٌ .  
§   قم بمساعدة المحتاج من المرضى للدم ، وذلك بالتبرع ، وإجراء المكالمات الخاصة بأصدقائك ، لمساعدته ، ليقوم المريض حينها بإجراء العملية بالسرعة القصوى ، وسيكون لها الاثر الحميم على المريض تجاهك .
§   قـم بإيصال الخير للناس بشتى الطرق ، وذلك عن طـريـق توزيع المطويات المفيدة ، أو توزيع الكتيبات والأشرطة الدينية والإسلامية المفيدة والنافعة .
§   حاول جمع الزكوات والصدقات للفقراء ، ومن تحل عليهم ، واقسمها بينهم .
§   اجعل من النساء المسلمات من تقوم على الأرامل والمطلقات من المسلمات .
§   اجمع المعلومات عن الذين يستحقون المساعدة ، شفاعاتٍ عند الأغنياء .
§   اعْرِف أحوال حيك وأهل حيك ، واكتشف وابحث عن المحتاجين فيه .
§   قم بزيارة المرضى في المستشفيات ، لرفع معنوياتهم .
§   قم برعاية أُسَرِ المساجين من الرجال والنساء .
§   قم بزيارة المحتاجين ، وأهل الحاجة الملحة .
§   الاهتمام بالعمالة الجالية خاصةً ، والموجودة بيننا ، وذلك عن طريق الشفاعة لها عند كفيلها ، أو تقضي لها حاجة ، وتقدم لها مطوية بلغته " دعوةٌ بالمقدور والميسور ، لايسقط بالمعسور " .
§   استيعاب أولاد الحي في حلقات التحفيظ ومراكز النساء ودور النساء ، فما أكثر النساء اللاتي تعطين دارهن ، لتكون مقراً لحفظ القرآن والدراسة التعليمية ، وغير ذلك من أوجه الخير الكثيرة .
§   تقديم المعونات والمساعدات للطلاب المحتاجين ، وخصوصاً طلاب العلم الشرعي ، وتوزيع وجبة الإفطار في المدرسة لطالبٍ مسكينٍ لايملك شيئاً يستعين به ، لسد رمقه وجوعه .
§   قم بالتقريب بين الجيران ، وذلك بعمل اجتماعٍ لهم ، واجمع من أهل الحي مايمكن جمعه من الصدقات المالية والعينية ، لتوزيعها على المحتاجين .
§   قم بإعارة بعض الأغراض للآخرين، وعلى الآخرين بالمقابل، أن يصونوها، ويحفظوها، ويعيدوها سليمةً كما أخذوها .
§   إرشاد الناس وحثهم على الزواج ، والجمع بين رأسين بالحلال ، كما يقول العامة .
§   اشترك في الهيئات الخيرية ، ففيها إيصال النفع للآخرين .
§   وجه العمل ليكون على الكتاب والسنة .
§   القيام على الحملات الخيرية في الحج .
§   قدم دعوةً للمحتاجين مع الصدقة .

وأخيراً ،،، كانت تلك أمثلةً ومشروعاتٍ وأبوابٍ عمليةٍ ، المقصود منها : ضرب المثال في هذا الموضوع الحيوي ، والمهم والخطير جداً ، لأنه سيؤدي بإذن الله لدخول الجنة ، قضيةً مصيريةً ،، فكن نافعاً أينما كنتَ ، أسال الله سبحانه وتعالى أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته ، والله تعالى أعلى وأعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه وسلم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق