السبت، 8 يناير 2011

كن مساعداً

كن مساعِداً للناس ، فعن ابن عمرو رضي الله عنهما قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ، ولأن أمشي مع أخي في حاجةٍ ، احب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهراً " يعني مسجد المدينة " ، ومن مشى مع أخيه في حاجةٍ حتى يقضيها له ، ثبت الله قدميه يوم تزول ا لأقدام ) ،،، جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال يا رسول الله : اي الناس أحب إلى الله ؟ وأي الاعمال أحب إلى الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله عزوجل ، سرورٌ تدخله على مسلم ، أو يكشف عنه كربةً ، أو يقضي عنه دَيْناً ً، أو يطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشي مع أخٍ لي في حاجةٍ ، أحب اليّ من أن أعتكف في هذا المسجد شهراً " أي مسجد المدينة " ،ً ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كظم غيظه ، ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة ، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له ، ثبت الله قدمه يوم تزل الأقدام ، وإن سوء الخلق يفسد العمل ، كما يفسد الخل العسل ) ، ففي هذا الحديث الجامع لكل خير للمسلم والمسلمة ، يبين النبي صلى الله عليه وسلم أن أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس ، واعلم بأن هـذا لا يقتصر على النفع المادي ، بـل يمتد ليشمل النفع بالنصيحة ، والنفع بالمشورة ، ونحو ذلك ، فكلما نفعتَ إخوانك المسلمين وأرتَ لهم الخير والصلاح ، فأنت داخلٌ في الذين يحبهم الله تعالى ،، وأما أحب الأعمال إلى الله : السرور الذي تدخله على أخيك المسلم ،، وقد يتحقق السرور في قلب المسلم بسؤال  أخيه عنه ، أو بزيارته له ، أو بهديةٍ له ، أو بغير ذلك ، والواجب على كل مسلم أن يحذر كل الحذر من إدخال الحزن على قلوب إخـوانـه المسلمين ،، وأما كشف الكربة عن المسلم : فالكربة هي الشدة العظيمة
التي يتوقع صاحبها الهم والغم والكرب ، وقد وعد الله تعالى على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يرفع كرب الاخرة عمن يرفع كرب الدنيا عن المسلمين ، فما أحوجنا لذلك ،، وأما قضاء الدَيْنِ عن المسلم : فالله تعالى جعل للغارمين نصيباً من الصدقات المفروضة ، وجعل لهم حقا معلوماً في مال الأغنياء ، والغارمون هم من ركبتهم الديون ولزمتهم ، ثم لم يجدوا لها وَفاءاً ،، فأهل الأموال مطالبون شرعاً بقضاء دَيْنِ الغارمين ،، وأما أن يطرد المسلم الجوع عن أخيه المسلم : فطرد الجوع عن الجائعين ، عملٌ من أعمال البر ، يجزي الله عليه بجنةٍ عاليةٍ ، قطوفها دانيةٌ ، فيها من النعيم مالا عينٌ رأتْ ، ولا أذنٌ سمعت ، ولا خطرَ على قلب بَشَرٍ ،، وأما أن يمشي المسلم في حاجة أخيه المسلم أحب من أن يعتكف في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم شهراً كاملاً : فهذه إشارة لفضل المشي مع المسلمين في قضاء حوائجهم التي لايكون فيها معصية الله تعالى ، وتوضيح أن الوقت الذي ينفقه المسلم في قضاء حاجة أخٍ له ، لا يضيع عليه سدىً ، فلو أعطيتَ اخاك المسلم قليلاً من وقتك ، تسعى معه في قضاء حاجته ، أعطاك الله خيراً مما أعطيته لأخيك المسلم ، وأكثر مما بذلت له ، ومن كان في حاجة أخيه ، كان الله في حاجته ، وفضيلة ذلك المشي مع أخيك : فإن كانت هذه الحاجة ماليةً ، أو علميةً ، أو أدبيةً ، أو دِينيةً ، أو دُنيويةً ، فإن الله سيثبت قدمك يوم تزل الأقدام ،، ويختم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم هذه الوصية الجامعة : بأن سوء الخلق يحبط الأعمال ويضيع الثواب ، كما يفسد الخل العسل .
وأخيراً ،،، احرص أخي المسلم ، وأختي المسلمة ، على هذه الوصية الجامعة النافعة لكل خيرٍ ، واعلم بأنما يقع الجزاء على حسن أو سوء أعمالك ، وستلقى غداً عاقبة أفعالك ، وقد قصدنا إصلاح الحال ، فإن كنتَ متيقضاً فاعمل لذلك ، وإن كنتَ نائماً فانتبه ، فالجزاء من جنس العمل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق