الخميس، 27 يناير 2011

كن ذاكراً

كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يطيقون فراقه ، ولما كانت الدنيا دار فراق ، وهم لايشبعهم منه غير الخلود معه عليه الصلاة والسلام ، طلبوا رضوان الله عليهم ، وصحبته في دار الخلد ، وقدموا الثمن ! فالخليفة الصديق رضي الله عنه قدم صدقه ، والفاروق قدم عدله ، وذو النورين قدم ماله ، وعليٌّ قدم روحه يوم هجرة الحبيب صلى الله عليه وسلم ،، هذا بعض مما قدم صحابته رضوان الله عليه لحبيبهم صلى الله عليه وسلم ، فماذا وأينما قدمته أنت ؟ دقائق الليل غالية ، سَلَّ المجاهدين خنجر الخوف ، فذبحوا به كبش الكسل ، ففزع النوم وطار، ودوى في أسماعهم صوت الحق ، فلبوا النداء ، واستنشقت أنوفهم عبير الجنة ، حملته رياح الأسحار ، فاشتد الشوق وقوي العزم ، ونصبت الأقدام وهطلت الدموع ، إلى أن انتهى موعد الزيارة ، وحان وقت الفراق ،، طلع الفجر ! احزم أمرك ، فكلمة الرجال عقد ، ولا تكن سحابة الصيف أثبت من قولك ، ولاتكن ممن دفع العقد ، ثم لاهو يمضي ويبيع ، ولا هو ينوي الفسخ ، احزم أمرك وخاطب نفسك قائلاً : إن كان محمدٌ صادقاً فأجيبي المؤذن ، وإلا فداعي الكنيسة يدق أجراسها صباحَ مساء ،، كن شاكراً ، كن ذاكراً .
عِشنا على مـر الـزمـان ولم نزل                 عبرات هـــمٍ داعبت قـلـب المقل
أواه من زمـن الضيـاع بـل الشلل                يـارب فـــاق همومنا وزن الجبل
وبـدا يضيق عيشنا روح الكـسـل               يـانــاس نبغي شافيًا يشفي الكلل
هُبوا لسنة أحـمـدٍ وذروا العلــل                 وزراعة الإحـسـان يـرويها العمل
ونـجـاح الإنسان يضمنها الأمــل                فاعمل فـمـا تدري متى يأتي الأجل
كـن شـاكراً كـن ذاكراً ودع الهزل               مالازم الـحـمـد امـرىءٌ إلا وصل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق