الجمعة، 21 يناير 2011

كن حازماً

" كن حازما مع ابنك " ، " أعط ابنك الحرية " ، " لا تقسُ على ابنك " ،، نسمع مثل هذه العبارات باستمرارٍ ، فهل الحزم بالقسوة ، ومعاملة الأبناء بالعنف ، والضرب والتوبيخ  وهل الحرية أن نترك الأبناء دون مساءلة ، ودون مناقشة لسلوكياتهم ، ودون توضيحٍ لأخطائهم التي وقعوا فيها ، ودون توجيهٍ وارشادٍ لهم ؟ ،،، إن الحزم لا يعني التشهير بالأبناء الكبار البالغين ، أو الصغار أمام الناس ، وخاصة من هم في سنهم ، لأن المراهق يعتد بنفسه ، ولا يحب أن يذل أمام الآخرين ، وقد يصدر منه ردة فعلٍ عكسيةٍ لما يواجهه ،، والحزم يراد به تصحيح الأوضاع والمفاهيم لدى الأبناء ، وليس أخذ العصا أو العقال ، وضرب الأبناء المبرح بهما أمام الآخرين ،، والقسوة تستهدف إخراج الغضب من الآباء ، وهدم شخصية الأبناء ، ونحن نقول " لا للغضب " ، قد قالها قبلنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، المعلم والمربي الأول لما سأله السائل ( لا تغضب لا تغضب ، لا تغضب ) ، وعندما يخطيء الأبناء ، يتم معاقبتهم على أخطائهم بالتي هي أحسن لهم حسب سنهم ، بالضرب غير المبرح تارةٍ ، وبالنصح والتوجيه والإرشاد تارةً أخرى، وليس بالقسوة ، والضرب المبرح ، وتفجير الدماغ ، وكسر العظام ،، إن الأبناء وخاصة المراهقين بحاجةٍ إلى أبٍ متفتحٍ فكرياً  قوي الإرادة والشخصية ، مـدركٌ لما يحدده من قيودٍ ، تكون قيوداً معقولةً ، يقتنع بها الأبناء ، وتكفل لهم حـيـاةً سعيدةً ،، إن الـحـريـة في التربية ، لايقصد بها التسيب في الانفعالات من كل قيدٍ ، وإلا أصبحت مرادفةً للفوضى ،، بل الحرية التي نريدها ، هي تلك الحرية التي تجعل الأبناء على جانبٍ كبيرٍ من السعادة والنضج الاجتماعي ، والفضيلة الاجتماعية ،، إن الحرية ليست غايةً في قصدها ، بل وسيلةٌ لتحقيق هدفٍ معينٍ ،، إن رسم الحدود والقوانين والقيود هو رسم الحرية التي نستطيع الحركة خلالها ،، إن الألعاب المختلفة ككرة القدم والطائرة والسلة واليد ،
لو كانت بدون قيودٍ وقوانين ، فإنها ستكون أقرب إلى الفوضى والعبث ، ولكنها مع القيود والقوانين ، أصبحت ألعاباً جميلةً ، وتعطي حريةً في نطاق هذه القوانين ،، وأخـيـراً أقـول : لا للحرية التي تصل للفوضى والتسيب ،، لا للحزم الذي يصل لدرجة القسوة ، ويورث الصراعات النفسية والأمراض ،،، نعم للحزم الذي يخرج شخصيةً سويةً طبيعيةً للحياة ،، نعم للحزم الذي يحدد الأوضاع الخاطئة ، ويصححها من أجل بناء شخصيةٍ متكاملةٍ وسويةٍ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق