السبت، 8 يناير 2011

كن كريماً

إن الكرم هو بذل المال أو الطعام ، أو أي نفعٍ لمشروعٍ عن طيب نفسٍ ، وهو من أشرف الطباع ، وأرقى المواهب ، وأخلد الأعمال التي يذكرك بها الناس بعد الزوال ، قال تعالى
 ( يأيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ماكسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بـآخـذيـه إلا أن تغمضوا فيه واعلموا أن الله غنيٌ حميدٌ ) " سورة البقرة آية 267 " ،، فكن كريماً ، وكن معطاءاً ، واحتسب أجرك عند الله ،، لو تعلم أيها القارئ مدى رقي هذا العمل ، وسطوته على سائر الأعمال ، لتيقنتَ يقيناً بأنه يزكي نفس صاحبه ، كالزكاة تماماً ، إلا أن الزكاة من الأمور المفروضة ، ولكن الكرم والسخاء صفتان لاتوجدان إلا في النفوس الطيبة ، المحبة للخير واكتساب الأجر ،، تلك النفوس التي أغناها تقوى الله ، وإيمانها السامي القوي ، عن كل ملذات الدنيا الزائلة ، أصبحت تعطي وتعطي دون كَلَلٍ أو مَلَلٍ ، مُنتظرةً دوماً الأجر والرضا من الله دون غيره ،، فأكرموا ضيوفكم ، فالضيف عندما يُقْبِلُ عليك يكون أميراً بشكله وهيئته ، وعندما يجلس يكون أسيراً لديك ، حتى تضيفه وتكرمه ، وأما إذا قام فهو شاعر يحدث الناس عما شاهده ورآه عندك ، فيحسن لك أو يسيء ،،  فالكرم مما لاشك فيه يحبب قلوب الناس إليك ، فينهالون عليك بالمدح والإطراء ، قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ) ، فانظر لعلو هذا الأمر ، وارتباطه بالإيمان بالله سبحانه وتعالى واليوم الآخر ، وليكن الجود بالموجود ، فلا تكرمه بمال صاحبك ، أو طعام جارك ، وكن عظيم الرماد ، كما كان حاتم الطائي الذي تضرب به أمثال الكرم ،، فكن كريماً ، ليكون الله معك أشد كرماً ، وكن سخياً ، ليجود الله عليك بواسع مغفرته، وتذكر أن من أسماء الله عز وجل " الكريم " ، فلا تتردد بالجود والكرم ، واعلم بأنك راحلٌ لامحالة عن هذه الدنيا ، وأن ماتكنزه من ثرواتٍ وكنوزٍ ، لن تنفعك بعد الممات ،، فكن سباقاً للعطاء دوماً ، عظيم الرماد " سمي بذلك لكثرة ما يشوي للضيوف من اللحم ، ويطبخ لهم ، فصار عنده رمادٌ كثير " .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق