الخميس، 27 يناير 2011

كن رجلاً

من المعلوم أن الرجولة شيءٌ عظيمٌ ، فليس كل ذَكَرٍ رجلٌ ، وإنما كل رَجُلٍ ذَكَرٌ ، وماتحتاجه الأمة هم الرجال وليس أي رجال ، ولكن رجالٌ ذوي همةٍ عاليةٍ ، ذوي همةٍ تناطح الثريا ، فصلاح الأمة في علو الهمة ، وقديماً قالوا " رجلٌ ذو همةٍ  يُحْيِي أُمةً " ، وفي الحديث الصحيح الذي يرويه ابن عباس وطلحة بن عبيد الله رضي الله عنهما عن النبي صلي الله عليه وسلم قال ( إن الله تعالى جَوادٌ يحب الجُودَ ، و يحب معالي الأخلاقِ ، و يكره سفسافها ) ، وفي لفظٍ آخر ( يحب معالي الأمور ويكره سفسافها ) .

إن للرجل الجاد صفاتٌ : فالرجل الجاد هو القادر علي اتخاذ القرار الحاسم في الوقت المناسب ، والرجل الجاد يتحمل البرامج الجادة لصناعة الشخصية المتكاملة ، فهو يتحمل الأعباء والمسئوليات ، مع عدم التضجر والتأفف ، والرجل الجاد هو صاحب الهدف الذي يسري في أعماقه وروحه ، فاستطاع توحيد القصد والطلب ، والرجل الجاد صاحب مبدأ الإصرار علي الاكتمال ، فهو صاحب مباديءَ متينةٍ ، فخلاقه دائماً في شمولية الدين ، والرجل الجاد غير مُعجبٍ ولا مغرورٍ ، ولا يظهر عمله وفضله لأحدٍ ، بل يتطلع دائماً لأن يكون الأفضل ، حتي يبلغ الفردوس الأعلى ، والرجل الجاد يملك نفسه ، فيسوقها إلي كل خير سَوْقاً ، فهو مخالفٌ لها ، مهذبٌ إياها ، عاملٌ علي تزكيتها ، والرجل الجاد لايرضى بالظواهر والشكليات فقط ، بل يجمع بين الظاهر والباطن ، فيعمر هذا ، ويعمر هذا ، والرجل الجاد نشيطٌ غير راضٍ عن الواقع السيء الذي من حوله ، فهو في تفكيرٍ متواصلٍ في الطرق الشرعية ، لتحويل مجرى الحياه ، فتأثيره ملحوظٌ في المحيط الذي يعيش فيه ، والرجل الجاد ثابت الجنان ، راسخ الأركان ، فلا تحركه شهوةٌ ، ولا تحيره شبهةٌ ، فهو كالزجاجة المصمتة ، تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها ، فيراها بصفائه ، ويدفعها بصلابته ، والرجل الجاد لايكثر الشكوى ، ولا يضخم المشاكل عن حجمها الطبيعي ، بل هو راضٍ عن الله وبالله، ويعطي الأمور حجمها ، فهو سعيدٌ دائماً ، وذو نفسيةٍ وديعةٍ صافيةٍ .

وأخيراً ،، ماأجمل ماقاله العلامة ابن القيم رحمه الله " ياله من دين لو أن له رجال " فكن رجلاً بحقٍ وصدقٍ وإخلاصٍ ، تكن محبوباً من الله ثم من الخلق .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق