السبت، 8 يناير 2011

كن حامداً

عن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه ، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال ( إن اللَّه تعالى ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة ويشرب الشربة فيحمده عليها ) ،، وعن أسماء بنت يزيدٍ رضي الله عنها قالت ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إذا جمع الله الأولين والآخرين ، يجيء منادٍ فينادي بصوتٍ يسمعه الخلائق : سيعلم أهل الجمع اليوم من أولى بالكرم ، ليقم الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع ، فيقومون ، وهم قليلٌ ، ثم ينادي : ليقم الذين كانت لاتلهيهم تجارةٌ ولا بيعٌ عن ذكر الله ، فيقومون ، وهم قليلٌ ، ثم ينادي : ليقم الذين كانوا يحمدون الله تعالى في الـسـراء والـضـراء ، فيقومون وهـم قليلٌ ، ثم يحاسب سائر الناس ) ،، وعن يوسف بن ميمون عن الحسن رحمه اللَّه تعالى قال : قال موسى عليه الصلاة والسلام لربه : يارب ، كيف استطاع آدم أن يؤدي شكر ماصنعتَ إليه ؟ خلقته بيدك ، ونفختَ فيه من روحك ، وأسكنته جنتك ، وأمرتَ الملائكة فسجدوا له ؟ قال : يا موسى علم آدم أن ذلك مني ، فحمدني عليه ، فكان ذلك شكرا لما صنعتُ إليه ،، وروي عن سعيدٍ ، عن قتادةَ رضي الله عنهما ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أربعٌ من أعطيهن، فقد أعطيَ خيري الدنيا والآخرة : لسانٌ ذاكرٌ، وقلبٌ شاكرٌ ، وبدنٌ صابرٌ ، وزوجةٌ مؤمنةٌ صالحةٌ ) ،، وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس : الصحة والفراغ ) ،، وروى الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( ما أنعم الله على عبدٍ من نعمةٍ، صغرت أو كبرت فقال الحمد لله ، إلا كان قد أعطي أفضل مما أخذ ) ،، وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( خصلتان من كانتا فيه كتبه الله عنده شاكراً صابراً : إحداهما أن ينظر في دينه إلى من هو فوقه فيقتدي به ،
وينظر في دنياه إلى من هو دونه فيحمد الله ) ،، وعن مكحول رحمه اللَّه تعالى أنه سئل عن قوله تعالى ( ثم لتسألن يومئذٍ عن النعيم ) " سورة التكاثر آية 8 " قال : بارد الشراب ، وظِلُ المساكين ، وشَبَعُ البطون ، واعتزال الخلق ، ولذة النوم .
اعلم  أخى الكريم بأن الحمد والشكر ، عبادة الأولين والآخرين ، وعبادة الملائكة، وعبادة الأنبياء عليهم السلام ، وعبادة أهل الأرض ، وعبادة أهل الجنة ،، فأما عبادة الأنبياء عليهم السلام ، فهو أن آدم عليه السلام لما عطس قال : الحمد لله ، ونوحا عليه السلام لما أغرق الله قومه ، وأنجاه ومن معه من المؤمنين ، أمره الله تعالى بأن يحمده ، فقال الله نعالى له { فإذا استويتَ أنتَ ومن معكَ على الفلكِ فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين } ،، وقال إبراهيم عليه السلام في كتاب الله الكريم { الحمد للهِ الذي وَهَبَ لي على الكِبَرِ إسماعيلَ وإسحاقَ إن ربي لسميع الدعاء } ،، وقال داود وسليمان عليهما السلام في القرآن الكريم { الحمد لله الذي فضلنا على كثيرٍ من عباده المؤنين ) .
إن أهـل الجنة يحمدون الله تعالى في ستة مـواضـع : الأول : عند قوله تعالى { وامتازوا اليوم أيها المجرمون ) ، وقـولـه تـعـالـى ( الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين ) ، والثاني : حين جاوزوا الصراط قالوا ( الحمد لله الذي أذْهَبَ عنا الحزن إن ربنا لغفورٌ شكورٌ ) ، والثالث : لما اغتسلوا بماء الحياة ، نظروا إلى الجنة فقالوا ( الحمد لله الذي هَدانا لهذا وما كنا لنهتديَ لولا أن هدانا الله ) ، والرابع : حينما دخـلـوا الجنة قالوا ( الحمد لله الذي صدقنا وعْدَهُ ) ، والخامس : حينما استقروا في منازلهم قالوا ( الحمد للهِ الذي أذْهَبَ عنا الحزن إن ربنا لغفورٌ شكورٌ * الذي أحلنا دار المُقامةِ من فضله ) ، والسادس : حينما فرغوا من الطعام قالوا ( الحمد لله رب العالمين ) ، وقال بعض الحكماء : اشتغلت بشكر أربعة أشياء : أوّلها أن اللَّه تعالى خلق ألف صنفٍ من الخلق ، وثانيها : رأيتُ بني آدم أكرم الخلق ، فجعلني من الرجال ، وثالثها : رأيتُ الإسلام أفضل الأديان ، وأحبها إلى الله تعالى ، فجعلني مسلماً ، ورابعها : رأيتُ أمةَ محمدٍ صلى اللَّه عليه وسلم ، أفضل الأمم ، فجعلني من أمة محمد صلى اللَّه عليه وسلم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق