كن إنساناً

نظرة رحمة واحدة لمن نكره تكفي أن نحبهم ،، فإذا كان للحب معنىً جميلاً ، فللرحمة معنىً أجمل ، ومن هذه الرحمة الندية تتدفق معاني الحياة الجميلة ، ويظهر وينبع العطاء والبذل والتضحية والفداء والإحسان عند الإنسان ،، فإذا كنت إنساناً تحب ذلك فأنت مالك وملكُ الإنسانية لأن فيك خصال الرحمة كلها ،، فعندما ترحم من نكره ، أو تبكي على يتيمٍ ضائعٍ ، أو تحزن على مسكينٍ عابرٍ فأنت إنسانٌ .

قد تتقن الحب لأنك وحدك من تسعد به ، ولكنك لا تتقن الرحمة ، لأنها تسعد الآخرين أكثر ،، جرب الحب مع الكثير ، لتزرع فيهم الخير والأمل ، ستجد حينها أن الرحمة أقدر على زراعة الخير والأمل في اللحظة التي سترحم فيها من أساء إليك أو كرهته ، ستعطي بإخلاصٍ وسعادةٍ ، وستنسى حظ نفسك ، وستعيش سعيداً ، فأكثر الناس رحمةً أكثرهم سعادةً وعطاءً ، لأنهم أطهر وأصفى قلباً من غيرهم ،، فكن إذاً إنساناً يقتدى به .