السبت، 8 يناير 2011

كن ساتراً

قيل " عيوبي لآأراها ، وعيوب الناس أجري وراءها " ، ونحن إذا اتينا بشمعه مضاءةٌ ، ووضعناها أمام شاشة جهاز كمبيوترٍ مقفلٍ ، فماذ نرى ؟ طبعاً سنرى إسقاط ضوء الشمعة على جهاز الكمبيوتر ، فالشمعة ترى بأن الجهاز هو الذي يصدر الضوء ،
بينما الضوء المسقط على الجهاز هو نتيجة وقوف الشمعة أمامه ، فهي المصدر ، والشاشة مجرد أنها استقبلت الضوء المسقط من الشمعة .

وعاجز الـرأي مضياع لفرصتهِ                           حتى إذا فاته أمـرٌ عاتب القدرَا
ومطروفةٌ عيناه عن عيبِ غيرهِ                           فإنْ بَـانَ عيبٌ من أخيهِ تبصرَا

هذا هو حال البشر ، فهناك من يقف موقف الشمعة ، وهناك من يقف موقف الشاشة ، فالإسقاط اعترافٌ لاشعوريٌ على النفس ، أكثر من أنها تمثل اتهاماً للغير ، " انظر لأصابع يدك عندما تتهم إنساناً ، فإن إصبعاً واحداً وهو " السبابة " هو الذي يشير للمتهم ، بينما باقي الاصابع تشير إليك ،، والإسقاط عكس الاحتواء ، وهو اقتناع الإنسان بصفاته ، وأن كـل نـفـسٍ لها مايميزها عـن غيرها ، فعندما يحمل شخص ما ، صفة الأنانية ، أو الغش ، أو الكذب ، أو البخل ، أو سوء الخلق ، أو الخيانة ، فإنه يعكسها ، ويسقطها على من أمامه ، ويتهمه بتلك الصفات ،، فمثلاً : شخصٌ خائنٌ للأمانة ، يتقلد منصباً مرموقاً ، فإنه سيرى بأن كل من يعمل تحت إمرتِهِ خائنٌ ، ولا يمكن الوثوق به ، فتجده يحرص وبشكلٍ مبالغٍ فيه ، على ألا يتقلد من هم يعملون لديه أي سلطةٍ ، ولو بسيطةً ،، وكذلك من يغش الناس ، فيحسب بأن كل الناس غشاشين ، ومن يكذب عليهم لايصدقهم ، مهما كانو صادقين ،، وأخيراً ، صدق من قال في هذا :

أرى كل إنسانٍ يرى عيبَ غيرهِ                           ويُعْمَى عن العيبِ الذي هو فيهِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق