تحاول دائما أن تفعل ما يتوقعه منك الآخرون , وتحرص علي ألا تؤذي مشاعرهم , تسارع لمساعدة الأصدقاء والأقارب ، كلما احتاجوا إليك ، وتتفادي مضايقاتهم ، ولو أثاروا غضبك ،، إذا كنتَ كذلك فأنت شخصٌ لطيفٌ ، تحب وتحرص علي أن يصفك الناس هكذا ، ومع ذلك كله ، فإنك إذا أمعنتَ التفكير في سلوكياتك اللطيفة ، ستكتشف بأنها في كثيرٍ من الأحيان سلوكياتٍ انهزاميةٍ ، كأن تقول " نعم " حينما كان ينبغي أن تقول " لا " ، أو تتظاهر بالهدوء عندما تكون غاضباً ، أو تلجأ للكذب ، لانك تخشي إيذاء مشاعر الاخرين , وقد تتحمل أعباءً فوق طاقاتك ، حتي لاتحرج شخصاً عزيزاً عليك ، أي أنك لأجل الحفاظ علي التعامل مع الآخرين بلطافةٍ ، ترتكب العديد من الأخطاء التي قد تؤثر بطريقةٍ سلبيةٍ علي عملك وعلاقاتك الاجتماعية ، ومن أكـبـر الأخـطـاء التي يقع فيها من يتسم باللطافة ، هي النزعة للكمال ، مما يفرض ضغوطاً كبيرةً عليه , ويتطلب مجهوداً مضنياً منه ، لإثبات الذات , والقيام بالمهام المختلفة علي أكمل وجهٍ ، فضلا عن الإرضاء الدائم للآخرين ، ويجب علينا هنا توضيح أن محاولة الوصول للكمال في حد ذاتها ليست عيباً ، ولكنها تصبح خطأً عندما تدفعك لوضع معايير غير واقعية لنفسك ، أو تكبدك مالا تتحمل ، من مجهودٍ ، او وقتٍ ، أو مالٍ ، أو عندما تصبح هاجساً ، لدرجة تعرقل أداءك لعملك ،، وأول خطوةٍ لتصحيح هذا الخطأ ، هو الإيمان ، وليس مجرد القول ، بأنه لا يوجد أحدٌ كاملٌ ، وتقبل حينها نواحي القصور لديك ، يأتي بعد ذلك إدراك بأن الكمال ليس هو الطريق الوحيد لحيازة قبول الآخرين ، بل هناك أخطاءٌ أخرى ، يقع فيها الناس اللطفاء بشكلٍ يوميٍ ، منها :
· التهرب من الحقيقة : حرصكَ الزائد على أن تكون لطيفاً دائماً ، فإنك كثيراً ما ، تتهرب من قول الحقيقة ، حتى لاتحرج الآخرين ، ولكن ذلك لا يفيدك ، ولا يفيدهم ، بل عليكَ قول الحقيقة بتواضعٍ وحساسيةٍ ، وتوددٍ واحترامٍ ، في أي موضوعٍ كائن ماكان ، وأي شخصٍ كان ، سواءٌ مع زوجتك أو والديك أو أحد أقاربك، أو غيرهم ، فتكون بذلك قد خرجتَ من المأزق بأقل الخسائر ،،، إن التخلص من الأخطاء البسيطة السابقة ، لايعني إطلاقاً التوقف عن ان نكون لطفاء ، بل الأخطاء تساعدنا علي ترشيد المجهود الإضافي المبذول ، للحفاظ علي التعامل بكل لُطْفٍ ، في كل الأوقات ، الذي كثيراً مايأتي علي حساب أعصابنا وراحتنا .
· كَبْتُ غضبك : والمقصود هنا هو الإبقاء علي هدوء الأعصاب ، في حين أن داخلك يغلي ، نتيجة استغلال الآخرين لك ، أو إيذائهم لمشاعرك ، وهو مايعتبر نوعاً من التزييف ، والكذب علي النفس ، وعلي الآخرين ،، والدعوة لعدم كَبْتِ غضبك لاتعني أبداً بأن تثور كالبركان , بل كل ماعليك ، هو أن تُظْهِرَ للآخـريـن بـأن ذلك التصرف يضايقك ، حتي لايكررونه .
· عدم قول ماتريد : ربما تلجأ لـذلك ، لأنـك تعتقد بـأنـه غـيـر مناسبٍ اجتماعياً , أو لاتريد أن تظهر بمظهر الضعيف ، أو تخشى الرفض ، أو لاتريد أن تسبب حرجاً لمن تحب ،، إن عدم الإفصاح عن مشاعرك ومتطلباتك ، وكبت ماتريد ، في سبيل الآخرين ، سيؤدي بك للمرض النفسي والعضوي ، كما قد تتبدد ملامح شخصيتك .
· القيام بالتزاماتٍ أكبر من طاقتك : عـادةً دون أن نشعر ، يوقعنا اللطف في مـأزقٍ ، إما أن نقول " لا " لشخصٍ عزيزٍ ، يطلب منا شيئاً ، فنشعر بالأنانية والذنب , أو أن نحاول القيام بكل مايطلب منا ، فنستنزف طاقتنا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق