الجمعة، 7 يناير 2011

كن مهتماً

قـيـل في الحِكَمِ " كن مهتماً ، تكن مُهِماً " ، إنها جملةٌ وإن كانت ذات أربعِ كلماتٍ فقط ، إلا أن ماتضمنته من معنىً ، لهو جديرٌ بالتأمل، فكلنا نريد ونتمنى بأن نحظى باهتمام الآخرين ، وأن نكون على قدرٍ لاباس به ، من التقدير والقبول لدى الآخرين ، حتى نحس بقيمتنا ، ونُرْضِيَ غرورنا ،، فالحاجة للقبول والتقدير ، من أعظم الحاجات التي يحسها الإنسان في داخله ، ويطمح لإشباعها ، بل إننا وباختصارٍ ، نحب أن نكون مهمينين ، ولكن هل سألنا أنفسنا يوماً ما ، " أين نحن من الاهتمام بالآخرين ؟ " ،، يتصل بك صديقٌ عبر الهاتف ، فتكلمه ببرودةٍ ، وتأتيني بعد فترةٍ ، لتقول لي " أحِس بأنه لايهتم بي " ،، اسمح لي ياأخي بأن أقول لك : كيف تريده أن يهتم بك ، وأنت تكلمه بكل برودةٍ ، ولا تأبه له، ولا تعطيه أدنى اهتمامٍ، أو إحساس بالإكرام ؟ وبالمقابل : هل جربتَ مرةً بأن أظهرتَ احتراماً كبيراً ، وتقديراً واسعاً لشخصٍ ما ، لترى كيف أنك كنتَ أول مستفيدٍ من هذا الامر ؟ بل كيف جعلتَ الآخر ، يتحول لمحبٍ لكَ ، ومُغْرَمٍ بشخصكَ فقط ؟ ذلك لأنك أظهرتَ له مزيداً من الاحترام ، وشيئاً بسيطاً من التقدير ،، إذاً ماالذي نخسره حينما نقول كلمةً طيبةً للاخرين ؟ بل ماالذي نفقده حين نُشْعِرُ الآخر ، بأنه مُهِمٌ ، وأننا مستعدون بأن نسمع له ؟ نقول : إننا لن نخسر سوى أنفسنا ، وذلك بحرمانها من جمال الإحسان للآخرين ، فالكلمة الطيبة صـدقـةٌ ،، ويكفينا فـي ذلك أن
رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إذا تحدث مـع أحدٍ ، فإنه يُقْبِلُ عليه بوجهه ، حتى يحس الآخر بأنه عليه الصلاة والسلام ، مهتمٌ بما يقول ، وأنه يسمع له بتركيزٍ بالغٍ ، وكان عليه الصلاة والسلام ، لا يقطع على متحدثٍ حديثه ، حتى يتمه وينتهي منه ، وكان عليه الصلاة والسلام يُشْعِرُ الآخرين مهما كانت مستوياتهم ومكانتهم منه ، بأنهم أحب الناس إليه ، وأقربهم منه ، فما جلس أحدٌ من الناس معه ، إلا ظن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه أكثر من أي أحدٍ ، لما يجده من اهتمامه به ، وقد كانت الجارية الصغيرة تـأخـذ بـيـده عليه الصلاة والسلام ، من بين أصحابه ، ومن بين كبراء أصحابه ، فلا يسألها إلى أين ؟ ولا لماذا ؟ فيظل يحادثها ويسليها ، حتى تعود هي ، دونما أمرٍ منه عليه الصلاة والسلام ، وكان عندما يسجد ، ويصعد الحسن أو الحسين على ظهره ، يظل ساجداً حتى لايلحقهما أذىً ! أليس لنا في رسولنا قدوة وأسوةٌ ؟! .
وأخيراً أيها الأحبة : لنعاهد أنفسنا من الآن ، ولنظهر اهتمامنا بالآخرين ، ولنستمع إليهم بحبٍ وإخلاصٍ ، ولا نفرق بين صغيرٍ أو كبيرٍ ، أو وضيعٍ أو مشهورٍ ،، وثقوا تماماً بأننا أول من سيحصدُ جمال هذا الصنيع ، حين نرى صدورنا تجتاحها السعادة ، إثرَ هذا العمل الطيب المبارك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق