الجمعة، 7 يناير 2011

كن كاتماً

من منا لا يحمل بين حناياه أسراراً يحتفظ بها ، وتأبى نفسه إلا البوح بما يختلج فيه لغيره ؟! من هذا المنطلق ، يستوجب وجود صديقٍ حميمٍ ، نفضي إليه بسرنا ، ونبوح له بدوامة هـمومنا ، و بعدها لا يعترينا سوى إحساسٌ بالراحة النـفسية ،، بل ومنا من يـفضل الاحتـفاظ بالسر لنـفسه ، ويصبر على ثقله ، ويرفض البوح به لأي كائنٍ ماكان ،، فهل أنتم تـفضلون البوح بأسراركم ؟ أم تـفضلون الاحتـفاظ بها لأنـفسكم ؟ .
إن من وجهة نظر أغلب الناس وليس كلهم ، بأن كتمان السر، أفضل من البوح به، لأن كلمة السر ، تعني بأن شخصاً قـال شيئاً للأخر ، لايريد البوح به ، ولا يريد لأحدٍ أن يعرفه ، وإن أسوَأَ ما يتصف به الإنسان ، هو البوح بأسراره لغير ذوي الثـقة ، بل يكون الإنسان في أفـضل حالاته ، عندما يكون كاتماً لأسراره ، لذا لاتوجد ضماناتٍ كافيةٍ لكتم الأسرار من قـبل الآخرين ،، وقديماً قالوا " من عَرَفَ سِركَ ، عَرَفَ طريـقاً ليخنـقك " ، ومقولةٌ أخرى تقول " سرك أسيرك ، فإن أطلقتهُ صِرْتَ أسيراً " ،، فهل تفضلون بعد هذا كله ، البوح بالسر للآخرين ؟ أم تفضلون الاحتفاظ به لأنفسكم ؟ وأخيراً ،، إن كنتَ أيها المسلم ستبوح بسرك لصديقك أو قريبك ، فاعرف قبل أن تبوح بسرك ، لمن ستبوح له ، ولماذا ؟ حتى لاتندم على فعلتك ، وتكتشف خيانة من أعطيته سرك ، واستأمنته عليه ، فاختر الأمين والثقة والصادق والصديق الذي يقف بجانبك وقت ضيقك وعوزتك ، ولن تندم حينها بإذن الله سبحانه تعالى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق