الجمعة، 7 يناير 2011

كن من أهل الجنــــة

كيف نكون من أهل الجنة ؟ هناك أعمالٌ أدخلت أصحابها الجنة ، لذا إليك أخي المسلم بعض الأمثلة على ذلك ، لتكون منهم بمشيئة الله ، أسأل الله العظيم ، رب العرش الكريم ، الوهاب الغفور ، أن يجعلنا من أوليائه وأصفيائه وأحبابه ، الذين يدخلهم دار كرامته الجنة ، إنه وليّ ذلك والقادر عليه ، كما أسأله ، أن ينفع بهذه الرسالة ، وأن يجعلها ذخراً للقاريء والكاتب ، في الدنيا والآخرة ، اللهم آمين ،، آمين .
·   الخليفة الراشد الصديق " أبوبكر الصديق رضي الله عنه " وفعله للخيرات : فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أصبح منكم اليوم صائماً ؟ قال أبو بكرٍ : أنا ، قال : فمن تبع منكم اليوم جنازةً ؟ قال أبوبكرٍ : أنا ، قال : فمن أطعم منكم اليوم مسكيناً ؟ قال أبو بكرٍ : أنا ، قال : فمن عاد منكم اليوم مريضاً ؟ قال أبو بكرٍ: أنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما اجتمعن في امرئٍ ، إلا دخل الجنة ) ، وعن عبد الرحمن بن أبي بكرٍ رضي الله عنهما قال ( صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، صلاة الصبح ، ثم أقبل على أصحابه بوجهه ، فقال : هل فيكم أحدٌ أصبحَ اليوم صائماً ؟ فقال عـمـر بن الخطاب : يا رسول الله لم أحدث نفسي بالصوم ،
فأصبحت مفطراً ، فقال أبو بكرٍ : لكني حدثتُ نفسي باصوم البارحة ، فأصبحتُ صائماً ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل أحدٌ منكم اليوم عاد مريضاً ؟ فقال عمر يارسول الله : صلينا ، ثم لم نبرح ، فكيف نعود المرضى ؟ فقال أبوبكر : بلغني أن أخي عبد الرحمن بن عوف شاكٍ ، فجعلتُ طريقي عليه ، حين خرجتُ للمسجد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل تصدَّق أحدٌ منكم اليوم بصدقةٍ ؟ فقال عمر يارسول الله : صلينا ثم لم نبرح ، فقال أبو بكر : دخلتُ المسجدَ ، فإذا أنا بسائلٍ يسأل ، فوجدتُ كِسرةَ خبزٍ من شعير في يد عبد الرحمن ، فأخذتها ، فدفعتها إليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنت فأبشربالجنة . فتنفس عمر : أوّه ، أوّه ، أوّه ، للجنة ) .
·     عثمان بن عفانٍ رضي الله عنه ، والإنفاق : عن ثمامة بن حزن القشيري ، رحمه الله ، قال : شهدتُ يوم الدار ، حين أشرف عليهم عثمان ، فقال : ائتوني بصاحبيكما اللذين ألباكما علي ، فجئ بهما كأنهما جملان ، أو كأنهما حماران ، قال : فأشرف عليهم عثمان ، فقال : أنشدتكما بالله والإسلام : هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قدم المدينة ، وليس بها ماءٌ يستعذب ، إلا بئر رومة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من يشتريها ، ويجعل دلوه فيها ، مع دلاء المسلمين ، بخيرٍ له منها في الجنة ؟ فاشتريتها من صلب مالي ، وأنا اليوم أمنع أن أشرب منها ، حتى أشرب من ماء البحر ؟ قالا : نعم ، قال : وأنشدكما الله والإسلام : هل تعلمون أن المسجد ضاق بأهله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من يشتري بقعة آل فلان ، فيزيدها في المسجد بخيرٍ له منها في الجنة ؟ فأشتريها من صلب مالي ، وأنا اليوم أمنع أن أصلي فيه ركعتين ؟ قالوا : اللهم نعم قال : وأنشدكم بالله والإسلام : هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من جهز جيش العسرة، وجبت له الجنة . وجهزته ؟ قالوا : اللهم نعم ، قال : وأنشدكم بالله والإسلام : هل تعلمون أني كنتُ على ثبير مكة ، مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكرٍ وعمرَ ، فتحرك الجبل ، حتى تساقطت حجارته بالحضيض ، فركضه رسول الله صلى الله عليه وسلم برجله ، وقال : اسكن ثبير ، فإنما عليك نبيٌ وصديقٌ وشهيدان ، فقالوا : اللهم نعم ، فقال : الله أكبر شهدوا لي بالجنة ، ورب الكعبة ، ثلاثاً .
ياخاطب الحور " : أحد التابعين يقول وكله اشتياقٌ للجنة وحورها " لأشترين حوريةً من الحور العين ، بثلاثين ختمةً للقرآن ، لاأنام حتى أختم هذه الثلاثين ختمةً ، ويختم تسعًا وعشرين ختمةً ، فيغلبه النوم ، فينام ، فيرى حوريةً من حوريات أهل الجنة ، تأتي فتركله برجلهاوتقول:


أتخطُبُ مثْلِي وعنِّي تَنـَامُ                     ونومُ المُحبِّينَ عنِّي حَرَامٌ
لأنا خُلِقنا لـكـل امـريءٍ                    كثير الصلاة كثير القيام
فقام بعدها ، وأكمل ذلك واجتهد ، وقال : برحمة الله لأجتهدن ، إلى أن أنال هذه الحورية ،،، وأبو سليمان الدارني رحمه الله ، ينام ليلة من الليالي ، عابداً زاهداً عبَداً لله ، مخلصٌ لله ، صادقٌ معه، يُمَني نفسه بما في الجنة من نعيمٍ ، فيقول في ليلةٍ من الليالي ، نائماً والنفس أحيانًا تحدث بما ترغب وبما تريد وبما تحب ، قال : فرأيتُ فيما يرى النائم ، كأن حوريةً جاءتني ، وقالت لي : ما هكذا يفعل الصالحون ياأبا سليمان ، أتنام وأنا أربي لك في الخدور من خمسمائة عام " لا إله إلا الله " ؛ فما نام بعدها إلا قليلاً ، فاجتهد وطلب ليلحق بها ،، وأبو سليمان أيضاً ، كانت لـه
رحلة الحج المعروفة ، والتي ذكرها صاحب حادي الأرواح رحمه الله ، حيث يقول : رافقه شابٌ عراقيٌ في طريقه للحج، قال : فما رأيتُ هذا الشاب إلا باكياً ، أو تالياً ، أو مصلياً ، نركب فيتلو القرآن ، وننزل فنصلي فيصلي ، ويذكر الله ، لا يتكلم بكلام إلا بذكر الله، أو الصلاة  والقيام ، قال : فقلت : لا أسأله ولا أشغله ، وعندما رجعنا من رحلة الحج ، ووصلنا لبلاد العراق ، قال : قلت له : أيها الشاب أسألك بالله ! ماالذي هيَّجك على العبادة ، لا تفتر عنها ؟ قال : ياأبا سليمان : أما إن سألتني ، فإني رأيتُ ، فيما يرى النائم، حوريةً في قصرٍ من ذهبٍ، وقصرٍ من فضةٍ ، له شرفتان من زبرجدٍ وياقوتٍ ، وبينهما هذه الحورية ، مُرخِيةً شعرها ، لم أنظر لجمالٍ كذاك الجمال ، وهي تقول لي : جِدّ إلى الله في طلبي ، فإني أربى لك في الخدور من خمسمائة عامٍ ، فوالله برحمة الله، وأقسم على الله برحمته: لأجتهدنَّ حتى أصلها ، أو أهلك دونها ، والله لا أرتاح حتى أبلغ تلك المنزلة .
هؤلاء هم ياأخي المسلم الصالحون ، العابدون ، الزاهدون ، الذين يريدون الجنة وحورها ، هيَّجهم ذكر الجنة إلى الجنة ، طيَّرت الجنة نوم العابدين من جفونهم ، فتركوا الفراش ، واتجهوا لله في أسحارهم ، وفي لياليهم ، قال الله تعالى عنهم ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون ) " سورة السجدة آية 16 " ،
يبيتون لربهم سجداً وقياماً ، يأتي أحدهم ، فيفرش فراشه ، ثم يضع يده عليه ، ويقول : والله إنك لَلَيِّنٌ ، ولكن فراش الجنة ألْيَنُ ، فيقوم ليله كله لاينام :
                                              
          ولله كـمْ حـوريــةٍ إنْ تبسمتْ               أضـاء لها نور من الفَجْرِ أعظمُ
          فيَـا لـذَّةَ الأبصارِ إنْ هِيَ أقْبَلتْ                ويالــذة الأسـمـاع حين تكلمُ
          يا خاطِبَ الحسناءِ إنْ كنْتَ بَاغِياً                 فهذا زمــانُ المَهرِ فَهْوَ المُقدَّمُ
           فـأقْـدِمْ ولا تقنعْ بعيشٍ مُنغصٍ                فَمَا فَاتَتِ اللّـذاتُ مَن ليس يَقْدُمُ
          وإن ضاقتْ الدنيَا عليكَ بأسرِها                  ولَمْ يـكـن فيها مَنزِلٌ لك يُعْلَمُ
          فحيَّ على جـنـاتِ عدنٍ فإنَّها                   منازلُـنـَا الأُولَى وفيها المخيمُ
يقول أبو هريرة رضي الله عنه يوماً : إن في الجنة حوراء يقال لها " العيناء " إذا مشت مشى حولها سبعون ألف وصيفٍ ، كلهن مثل جمالها ، تقول هذه " العيناء " : أين الآمرون بالمعروف ، والناهون عن المنكر ،، وعنْ مُعاذ بْنِ أَنَسٍ رضي اللَّه عنه ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ ( مَنْ كظَمَ غيظاً ، وهُو قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ ، دَعَاهُ اللَّهُ سُبْحانَهُ وتَعالَى عَلَى رُؤُوسِ الْخلائقِ يَوْمَ الْقِيامَةِ ، حَتَّى يُخَيِّرَهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ مَا شَاء ) .
·     بلال بن رباحٍ رضي الله عنه ، والوضوء : هو مولى الخليفة الراشد ، أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، أسلم قديماً ، فعذبه قومه وجعلوا يقولون له : ربك اللات والعزى ، وهو يقول " أحدٌ أحدٌ " ، فأتى عليه أبو بكر ، فاشتراه بسبع أواق ، وقيل بخمس ، فأعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان يؤذن له حضراً وسفراً ، وكان خازنه على بيت ماله ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال صلاةالغداة ( حدثني بأرجى عملٍ عملته في الإسلام منفعة ، فإني سمعتُ الليلة خشف نعليك بين يدي في الجنة ، فقال بلال : ماعملتُ عملاً في الإسلام ، أرجى عندي منفعة ، من أني لاأتطهر طهوراً تاماً في ساعةِ ليلٍ أو نهارٍ ، إلا صليتُ بذلك الطهور ما كتب الله لي أن أصلي ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق